ويوم السبت ثامنه وصل نائب صفد المنفصل بكتمر الساقي إلى دمشق على إقطاع رأس الميمنة الذي مع أسن باي فنزل بالمدرسة العزية بالشرف لأنه يسكن بدار الأمير فرج بن منجك وبها نازل طولوا الذي ولي نيابة صفد عوضاً عن المذكور فهو ينتظر توجهه إلى بلده ثم ينزل بها.
ووصل الخبر في تاسعه بتولية القاضي أبي العباس الحمصي قضاء الشام وأنه وصل إلى الرملة فارقه رفيقه وسبقه، وكان هذا قد ولي قبل وصول المكاتبة في القاضي شهاب الدين ابن الحسباني فكتب توقيع ابن الحسباني حتى قيل أن بين التوقيعين ثلاثة أيام ولم يعلم به وخرج على العمل بذلك التوقيع فيقال أنه ولي وعزل بالرملة وغيرها من البلاد في طريقه ثم وصل إدى دمشق مختفياً في أثناء العشر الثاني لما علم بذلك ثم كر راجعاً إلى القاهرة، رؤي يوم الثلاثاء رابع عشره ..... متوجهاً.
هذا وقد كتب في هذا التاريخ إلى السلطان من جهة النائب بتولية القاضي علاء الدين ابن أبي البقاء فيتعجب من تقارب هذه الولايات هم ثلاثة في نحو أربعة شهر والله يستر.
ويوم الأربعاء ثاني عشره وصل النائب من الصيد ووصل معه ابن خطيب نقيرين جاء رسولاً من نائب حلب جكم وأخبر أن التركمان يعيثون بتلك البلاد ويطلب مجيء نائب الشام.
ومن الغد يوم الخميس لبس الأمير بكتمر الساقي خلعة الإمرة الكبرى وقبض على الأمير سودون الطريف بسبب كلام وقع منه في المجلس وأعيد إلى السجن.
ويوم الجمعة رابع عشره نودي في الفقراء باجتماعهم من الغد بالميدان فاجتمعوا يوم السبت خلقاً كثيراً ففرق النائب فيهم كثيراً على أعيان الناس من القضاة والأمراء والتجار والأغنياء وغيرهم ما بين خمسة إلى مائتين فقلّ سؤالهم وخف صياحهم وإلحاحهم وسكنوا.
وفي ليلة الاثنين ويومه سابع عشره وثامن آذار مطر كثير جداً كافواه القرب زاد فيه النهر زيادة كثيرة وقد وقع ثلج كثير على الجبال الشمالية