خلف جبل الصالحية وفي الغربية أيضاً وكذلك يوم الثلاثاء وقع الثلج في البلد وكانت هذه الأيام باردة ذاب مطر في أوائل آذار يقع المطر متواتراً ولله الحمد والمنة ورجا الناس بذلك خيراً كثيراً.
وبلغني أنهم يسلفون على الغرارة القمح إلى البيدر ما بين المائة والمائة وخمسين مع كون الغرارة تباع اليوم بما بين الستمائة والسبع مائة والشعير بأكثر من نصف ذلك وكل الحبوب غالية واللحم يباع كل رطل بثمانية فضة وربما نقص نصف درهم والزيت يباع الرطل بسبعة وثمانية والدبس بنحو نصف ذلك والسيرج باثني عشر فضة والشمع بأربعة وعشرين وفي الجملة فالغلاء عام في جميع الأشياء المأكولة والمرجو من الله كشفه عن الناس.
وفي هذه الأيام استولى التركمان ورئيسهم ..... ابن صاحب الباز على حماة والعساكر مجتمعة بحلب ونعير قد اقترب من حماة والله تعالى يصلح العاقبة، وعزل إسماعيل البقاعي من الحسبة وفوضت إلى علم الدين بن خليل فاستناب في المباشرة بدر الدين حسن بن منصور وباشر علم الدين أيضاً نظر الجامع لغيبة الناظر المتولي فلما جاء استقر في المباشرة.
فصل الربيع نقلت الشمس إلى برج الحمل بدمشق في الساعة الرابعة من نهار الجمعة حادي عشريه وثاني عشر آذار وسادس عشر برمهات وفي مصر قبل ذلك بخمس درج وفي بلاد الحجاز والبلاد الشمالية بعد ذلك في الساعة المذكورة على اختلافهم في القدر وبلاد العراق والعجم في الساعة الخامسة.
ويوم السبت ثاني عشريه وصل الأمير دمرداش إلى دمشق وكان قد وصل إليه تقليد السلطان بنيابة حلب كما قدمنا وكان كتاب جاء من حلب لما أخذها ثم أُخذت منه كما تقدم فتوصل حتى دخل حماة ........ وصل إليه التركمان وابن صاحب الباز وجنوده ولم يكن مع دمرداش إلا ناس قليل لأن عسكر حماة توجه إلى حلب فلم يسعه إلا الهرب منها والخروج فجاء إلى حمص وكتب نائب حمص إلى نائب الشام يخبره بذلك