ويوم الأحد حادي عشره عقد مجلس بالعزيزية حضر القضاة وحضرنا بسبب كنيسة اليهود ادّعوا أنها أُخذت منهم بغير طريق شرعي فإن الباعوني كتب هو والحاجب نائب الغيبة إلى السلطان أنهم فعلوا ما يوجب نقض العهد وجاء الجواب بأن يفعل بهم ويفعل وأن يجعل كنيسهم مسجداً ففعل ذلك من نحو سنتين فلما جاء السلطان سعوا بمن وصّل خبرهم إليه وأن ما نسب إليهم لم يثبت منه شيء، فأمر بعقد مجلس وحضره من القضاة الذين كانوا حضروا إلى الكنيسة في ذلك الوقت الحنفي والمالكي وقالا لم يثبت في ذلك الوقت شيء ولكن الباعوني كتب من غير تثبت على عادته، وكان له غرض في ذلك ليدفع عن نفسه ما نسب إليه من ..... مع اليهود، وأحضروا مكتوباً يتضمن أن الشيخ خضر بن أبي بكر كان في أيام الظاهر بيبرس أخذها منهم بالقوة والجاه وأقامت بيده ثمان سنين وذلك في سنة تسع وستين إلى سنة سبع وسبعين وذلك أمر معروف في التاريخ، ثم ردت عليهم بالمحضر الثابت أنه أخذها بغير مستند شرعي وأفتى العلماء في ذلك الوقت بوجوب ردها إليهم، وحكم بذلك بعض القضاة ونفذه، ثم وصل ذلك في سنة ثلاث عشرة، ووقف قضاة ذلك الزمان عليها لأنهم نسب إليهم أنهم زادوا فيها فانفصل المجلس على مراجعة السلطان في ما كان كتب به من أنه قد انتقض عهدهم والأمر بجعلها مسجداً، هل هذا أمر ابتدائي أم جواب؟ واستناداً إلى ما كوتب فيه، فأجاب: بأن هذا إنما صدر عن محضر كتبه الباعوني وأرسله.
ويومئذ أرسل السلطان قرابغا الحاجب للإصلاح بين أبى بكر وقُديم أميري عرب آل مري وكان قد وقع بينهما، وجرد عسكر لأجلهما. ويومئذ ضربت خيام السلطان بوطاة برزة للسفر.
ويوم الثلاثاء ثالث عشره قبل طلوع الشمس طلع السلطان مسافراً إلى ناحية حلب ونزل بالخيام المضروبة له بالبرزة وتلاحق به الجيش المصري.
ويوم الخميس نصفه طلع المحمل على العادة وأكثر الحاج خرجوا من الغد بعد الصلاة وأمير الحاج غرز الدين خليل أخو الرمبكي التركماني وقاضي الركب بدر الدين بن عبيدان.