وحج من الفقهاء فخر الدين العامري وشهاب الدين ابن قماقم وجمال الدين ابن الشرائحي المحدث والشيخ شهاب الدين ابن الجباب وسبق إلى القدس ليحرم من هناك وشمس الدين ابن الشهاب محمود والنجم الأقصرائي من شهود النورية.
وفي يوم الجمعة سادس عشره حضر قاضي القضاة بالسميساطية على العادة فجاء الكفيري عبد الرحمن الذي ولي نيابة الحكم من قريب وأنكر الناس ولايته فجلس فوق صاحبنا الشيخ شهاب الدين الملكاوي فخرج الشيخ شهاب الدين من الحلقة وذهب بالكلية فأنكر الناس ذلك واستفتي الشيخ سراج الدين في ذلك فأفتى بعزل الكفيري وكتب ما صورته وهي بخط نور الدين الأبياري.
"ما يقول شيخ الإسلام في شخص يقال له عبد الرحمن الكفيري وحاله في العلم وغيره معروف عند أهل العلم دخل مجلساً حفلاً بأهل العلم وجماعة من الفقراء والصوفية الأخيار فتعذى وتجاوز مرتبته وأراد أن يجلس فوق العلامة شيخ الشافعية بالشام شهاب الدين الملكاوي وقصد بذلك إيذاءه وغيره من أهل العلم ممن ليس المذكور قريباً منهم بل ولا عُد من طلبة العلم وقتاً من الأوقات فهل يكون ذلك؟ فإن جاء في حقه مقضياً لتعزيره، ما يقال له في الحكم بين الناس؟ وهل يثاب ولي الأمر على ردعه ومنعه من تعديه على أهل العلم وتجاوزه طوره؟ وهل يثاب من قام عليه من أهل العلم وغيرهم وأنكر عليه فعله القبيح أم لا؟ كتب الشيخ لا حول ولا قوة إلا بالله، الجواب: اللهم أرشد للصواب، نعم يكون ذلك قادحاً في حق المؤذي المذكور ولقد ارتكب بذلك قبائح وفضائح وذلك مقتض لتعزيره التعزير الزاجر له ولأمثاله عن الأضرار بذلك ويكون مجموع ما ذكر ما بقي له في الحكم بين الناس ويثاب ولي الأمر أيده الله تعالى على ردع المذكور ومنعه من تعديه على أهل العلم ولا سيما الشيخ المشار إليه فإنه جدير بالتأدب معه لما اشتمل عليه من العلم والتحقيق والشيخوخة وانجماعه عن الناس في كثير من أحواله ويمنع المذكور من تعديه على أهل العلم وغيرهم ومجاوزته طوره، ويثاب من قام على