ورجعوا يومئذ، وهيأ العامة الشموع وحملوها يتلقونه فلم يدخل ثم دخل بعد العصر من يومه بغتةً فنزل بالإصطبل.
وسمعت يومئذ أن الأمير علان قتل صبراً بين يدي جكم وأن الأمير طولوا أيضاً قتل صبراً، وقتل بين يدي نوروز طواشي كان عند النائب كابنه لا يمس كان يؤذي جماعة نوروز المسجونين، وهو الذي كان استقطع محجه ثم كان الاتفاق وقع على مصالحته فكفاهم الله شره.
ويوم الاثنين سابع عشريه دخل الأمير نوروز بعد العصر بغتة فنزل بالإصطبل وفرح به العامة فرحاً ظاهراً ودعوا له وقصده الناس بالتهنئة واجتمعت به آخر نهار الغد.
ويوم الأربعاء ثامن عشريه خلع على البدر حسين بن منصور بالحسبة، ورتب له النائب فضة معلوماً وجراية وشرط عليه أن لا يأخذ من أحد شيئاً وبلغني أنه سعى عند النائب غيره برشوة فقدم من لم يرشي، واستقر في الولايتين ابن الحازمي في ولاية البر وآخر فعب ولاية المدينة.
ويوم الخميس آخره دخل الأمير جكم جاء على بعلبك والزبداني ونزل من عقبه ..... واحتفل الناس للغاية وتلقوه بالشموع والأغاني وطلع الأمراء كلهم إلى لقائه والقضاة وأرباب الدولة خلا ابن الحسباني فبدله ابن أبي البقاء كما تلقوا الأمير نوروز ونودي بأمره بالميدان أن لا يشوش أحد على أحد من الناس فيفعل به كذا وكذا، وبلغنا أنه شنق واحد في بلافى حلب رعى فرسه في زرع وآخر بسلمية ثم شنق بدمشق جندياً على ذلك وخاف منه الناس، وانكف الناس عن التظاهر بالخمر وكانوا قد أفشوا ذلك ثم ركت هو والنائب والعسكر يوم الاثنين رابع المحرم من السنة الآتية.
وفيه أعيد القاضي فتح الدين فتح الله إلى كتابه السر بالديار المصرية بعد ما خرجت عنه ثمانية أشهر.