ويوم الثلاثاء سابعه لبس الأمير سودون بقجة نيابة طرابلس وتوجه إليها.
ويوم الجمعة حادي عشره صلى السلطان بالجامع ومعه ناس قلائل، معه الأمير بيقون وباش باي رأس النوبة، وسألني القاضي شهاب الدين ابن الحسباني أن يخطب لغرض ما فخطب، وكان الغرض أن يراعي فيها وطيف على القضاة فما نفعه ذلك بل أخذ منه ثمان مائة دينار ووعدوه بالاستمرار إذا أكملها فما وفوا له بذلك، فلما كانت الجمعة الثانية حضرت بالجامع وأنا متضعف فخطبت بالسلطان فأثنى لحضوري وكان مماليك السلطان في هذه المدة يركبون تحت القلعة ويسألون النفقة ويتكلمون ما لا يليق فشنق منهم جماعة معروفين ومن غيرهم.
ويوم الأحد ثالث عشره توجه نائب الشام ونائب حلب وعسكرهما على طريق المزة كأنهما يذهبان على بعلبك، ونصب خام السلطان ببرزة، ومن صبح الغد توجه السلطان فنزلِ بمخيمه ببرزة وتلاحق به بقية العسكر.
ويوم الاثنين رابع عشره طُلب أخي إلى وطاق السلطان ببرزة فشافهه بعد المغرب بتوليه قضاء الشام مع ما هو مضاف إليه فبلغني ذلك من الغد فكرهت ذلك كراهية شديدة ولمته على ذلك أشد اللوم فاعتذر بأعذار نسأل الله اللطف به، وكانوا طلبوا من القضاة ألف دينار فرضوا على الشافعي ابن الحسباني خمسمائة أو أربعمائة وعلى الحنفي ابن الكفري مع كونهم ولوا ابن الخشاب مائتين والحنبلي ابن عبادة والمالكي وفرضوا نصيب المالكي على المولى فرافع المنفصل عيسى فرسم عليه معه ثم اتفقا على أخذ ذلك من مال أوقاف المالكية نسأل الله الستر، ثم فرضوا عليه خمسمائة أخرى.
وطلبوا يومئذ إلى الوظائف ابن الحسباني وولدي الحنبلي والحنفي لأن والديهما ضعيفان والمالكيين رسم عليهما عند حاجب الحجاب وأظهروا للشافعي أنه إذا حمل يخلع عليه فبادر إلى التحصيل فوزن وبقي يسير