ويوم الخميس ثامنه لبس القاضي ناصر الدين ابن خطيب نقيرين بقضاء طرابلس وكان قدمها متوليًا من حلب في سلخ شعبان وكان القاضي مسعود ضعيفًا على خطه فلم يدر بذلك حتى توفي من الغد.
وفي يوم الاثنين ثاني عشره خلع الأمير نوروز على إمامه بوظيفة، ونُسب ابن الشهاب محمود إلى أمور من مكاتبة الأمير شيخ وأنه الذي أغرى السعاة في استقطاع الأوقاف وكتب القصص بما يعينه لهم وغير ذلك وشفع فيه طائفة من كبار الأمراء فردهم بما أبدا له من الذنوب.
ويوم الثلاثاء ثالث عشره قيل أنهم جاءهم الخبر بتحرك الأمير شيخ فركب الأمير نوروز إلى ظاهر البلد وعرض الجيش فكثرت القاله.
ويوم الجمعة سادس عشره جاء الخبر بأن الأمير شيخًا خرج من صفد ولم يعلم أين ذهب، فتهيأ النائب للتوجه هو والعسكر للخروج كذلك ونزل ناس منهم الجمعة، ثم اقتضى الرأي أن يرسل الدوادار وغيره لكشف هذا الأمر فرجع الرسل وهو الدوادار الكبير بعد يومين وقالوا: أن شيخًا بصفد وكان ركب إلى مكان كبسه وأخذ منه خيلًا كثيرًا وغير ذلك بالنباطية ثم رجع.
ويوم الجمعة سادس عشره أول أيام العجوز ويوم الثلاثاء العشرين منه أول آذار وهو أول برمهات.
ويوم الاثنين تاسع عشره رجع مملوك الأمير جكم الذي كان أرسله إليه مع قاصد الأمير شيخ إليه فاستمر عنده إلى هذا الوقت ثم أطلقه إلى استاده وكان شيخ قد أرسل إلى جكم يستميله فأرسل إليه وحلف له بحضرة القضاة أنه إذا جاء إليه يكون هو وأباه شيئًا واحدًا وأن الأيمان ..... باقية، وبلغني أنه أجلّه مع رسول آخر عشرة أيام فرد الجواب بعدم المجيء، وجرى قبل ذلك شيء غريب وهو أن مماليك الحمزاوي الذي كان اعتقلهم بقلعة صفد قرمهم وأرسلهم في مركب إلى السلطان فاتفق أن أحدهم كسر قرميته في الليل فلما تمكن بلغ قرمية رفيقة وتساعدوا حتى صاروا جماعة والموكلون بهم أقل عددًا منهم، فأفضى الأمر إلى أن جاءوا إلى ميناء يافا