ونزلوا وتوجهوا إلى استادهم بغزة، وكان الأمير جكم أرسل إلى الأمير شيخ أن يطلقهم له فلم يفعل.
ويوم الثلاثاء العشرين منه وبعده وصل ناس تجار من حلب ومعهم دراهم مضروبة بها مكتوب عليها الملك العادل عبد الله جكم وانتشرت بين الناس وتعاملوا بها وكثرت.
وفي العشر الآخر وصل ولد القاضي الحنفي ابن القطب من الديار المصرية وعلى يده توقيع لوالده بقضاء دمشق وكان ولي من قبل الأمير نوروز فلما كان بعد يومين أو ثلاثة وصل ابن الخشاب الأصغر وعلى يده توقيع بذلك وقد كتب معه الحموي وأسن باي كتابًا إلى الأمير نوروز بالوصية به والأمير لا يعتد بالتوقيع السلطاني ولا يُعلم عليه وإنما هو يولي من أراد على شرطه.
ووصل كتاب القاضي صدر الدين ابن الأدمي من غزة يجيبه أنه عزم على التوجه إلى الحجاز.
وسمعت في هذه الأيام أن قاضي القضاة جلال الدين ابن الشيخ ضعيف، وأن القاضي الحنفي ابن العديم جرت له كائنة مع صوفية الشيخونية.
وانسلخ هذا الشهر ..... في القلعة على حاله وقد ارتفع البناء في الأبراج ارتفاعًا بينًا، وأُطلق في آخره ابن الشهاب محمود، لم يبلغنا أنهم أخذوا منه شيئًا سوى أنهم نهبوا خيوله وما في اصطبله ونحو ذلك، وسعى في التخلص الأمير بكتمر شلق فلما أُطلق جاء مبادرًا للسلام عليه.
وفيه فشا الموت بالطاعون بالديار المصرية، وفيه خرج نائب السلطان بالديار المصرية تمراز ومعه جماعة من الأمراء فمروا متوجهين إلى الشام ثم بلغهم أن الأمير أشبك بن أزدمر وطائفة من العسكر الذين بغزة قصدوا قطيًا فقبضوا على متوليها وخربوها وأتوا به إلى غزة ثم أطلقوه، فلما وصل الخبر إليهم بذلك كروا راجعين إلى مصر ثم وصل إليهم متولي قطيا وأخبر بما جرى.