ويومئذ بعد الظهر قبض على سليمان ابن الجابي وسُلم إلى استاددار الصحبة وهو من أظلم خلق الله وأنجسهم ليستخلص منه ألفي دينار.
ولم تزل العمارة في القلعة إلى هذا التاريخ وقد فرغ غالب السور المحيط بظاهرها وفي الأبراج ما كمل إلى منتهاه وذلك في مدة سبعة أشهر وصودر الناس بسبب عمارتها وأخذ من الذهب فيما فرضوه على القرى والأملاك شيء كثير وكان أكثره يوضع في خزانة النائب ويعمر بغيره وربما سخروا الناس في كثير من الأوقات.
ويوم الأربعاء سابعه بكرة تحول الأمير نوروز من السطح إلى قبة يلبغا وقبل أن يتوجه إلى الكرك وقيل غير ذلك فأشير عليه بدخول البلد فبادر إلى ذلك فلما كان عند العصر أو بعدها تهيأ للركوب ووقفوا ينتظرونه عند باب النصر.
ووصل الرسل الموجهون إلى الأمير شيخ ومعهم الجواب بأنه قد وصلت إليه خلعة النيابة والاستمرار فيها صحبة خاصكي وأراهم ذلك وكتب لهم الجواب بأن ما كان أشار به من أن الأمير نوروز يتوجه إلى حلب وهو يلتزم المكاتبة فيه بنيابتها وإحضار تقليده بذلك، قد كان هذا ينبغي أن يكون قبل خروج السلطان وأما بعد خروجه ووصول الجاليش إلى غزة فصار متيقنًا وأنه لا نقاتله ولا نوافقه بل ننتظر مجيء المصريين فلما كان من الغد ارتحل نوروز وأصحابه متوجهين إلى ناحية الشمال فنزلوا ببرزة فلما بلغ ذلك نائب السلطنة شيخ بادر المجيء إلى دمشق ووصل دواداره شاهين بعد ظهر يومئذ، وكذلك وصل الأمير الطنبغا العثماني وفارس دوادار تنم وتوجهوا كلهم خلف العسكر يكشفون أمرهم فأخبروا وقد رجعوا بعد العشاء فإنهم نزلوا العطيفة وإن جاء منهم توجهوا به إلى قارا.
فلما كان من الغد بكرة الجمعة دخل الأمير شيخ ومن معه ونزلوا بدار السعادة وسلم عليه الناس وصلى الجمعة بمسجد دار السعادة ولم يصل القاضيان بعد تخلفا عن اللحاق به إلى آخر النهار فحضرا عنده وأهان الشافعي إهانة عظيمة وعاتبه في أمور وجعل الكليباني والي البلد.