منهم ذهب قرر عليهم، ونسب المالكي إلى أنه باشر القضاء بلا ولاية وكان ادعى أن السلطان ولاه القضاء وضرب على رجليه وأُهين إهانة بالغة، وطلب من كاتب السر أيضاً ذهب كثير وطلب الحنفي ابن القطب فهرب واختفى وأحضر الحنبلي ابن عبادة ما طلب منه بلا ترسيم وتمادى كاتب السر في العطاء فطلب ورسم عليه عند القاضي، وكان الاستاددار نازلاً بدار الصارم فرسم عليهم بتربة تنكز عند الجامع.
ويوم الأحد خامس عشريه قبض على نائب الشام شيخ والأمير الكبير يشبك بين يدي السلطان واعتقلا بدار السعادة واختبط البلد ثم نقلا إلى سجن القلعة وطلب من شيخ مال فدفع شيئاً كثيراً على ما قيل، ولما اعتقلا هرب الأمير جركس أمير آخور السلطان المعروف بالمصارع وجماعة من المصريين ودوادار شيخ شاهين إلى ناحية الشمال ثم صاروا يهربون فوجاً بعد فوج من مماليك شيخ ويشبك ومن لف لفيفهم.
ويوم الاثنين سادس عشريه خلع على الأمير بيغوت وهو من خواص السلطان بنيابة الشام وكان فارس دويدار تنم قد خلعوا عليه من قبل بحجوبية الحجاب.
وكان الأمير عمر ابن الهدباني بناحية حماة فقصد المثول بين يدي السلطان فصادف جماعة من الهاربين فقيل أنهم جاليش السلطان فلما وصل إليهم أخذوا جميع ما معه ومر علينا ونحن بجرود يوم الخميس تاسع عشريه وهو وجماعته بأسوأ حال.
ويوم الخميس تاسع عشريه خلع على القاضي صدر الدين ابن الأدمي بقضاء الحنفية وعلى القاضي شرف الدين المالكي بقضاء المالكية، وولي قبل ذلك الشريف ابن دعاء الحسبة والوزارة ثم طلب ورسم عليه وصودر.