ويوم الخميس العشرين منه بعد العصر وقع مطر بل الأرض وهو أول مطر وقع كذلك في هذا العام وذلك حادي عشر تشرين الأول ورابع عشر بابه ثم وقع من الليل ومن الغد وبعده كذلك ثم كثر يوم الأحد ثالث عشريه وجرت الميازيب وطالت مدته وذلك في آخر يوم من برج الميزان ثم وقع في أوائل الأواخر من الشهر كأفواه القرب وحصل رعد شديد ليلة السبت فراع الناس من شدته، وفي الساعة الثانية أو الرابعة على اختلاف في تقويم درجة الشمس في ليلة الاثنين رابع عشريه نقلت الشمس إلى برج العقرب في خامس عشر تشرين الأول.
ويوم الاثنين رابع عشريه خلع على الفخر عبد الرحمن ابن صاحبنا الوزير شهاب الدين ابن الشهيد بالوزارة عوضاً عن ابن شاكر أُعيد إليها.
ويومئذ خلع على العلم ابن الجابي بشد الدواوين وسلم إليه الوزير فعاقبه عقوبة شديدة واقتص منه.
ويوم الأربعاء سادس عشريه ورد الخبر بأن طائفة من الأمراء فروا من نوروز وجاءوا إلى نائب الشام شيخ طائعين وهو بالعمق وهم سودون المحمدى وسودون اليوسفي وأخبروا أن نوروز عزم على الفرار من أنطاكية وكان جاء نائبُ الشام الأمير شهاب الدين أحمد بن رمضان كبير التركمان بجماعة كثيرة جداً وتوجه نائب الشام بمن معه من الأمراء والتركمان والعساكر فأدركوا أعقابهم وقبضوا على جماعة منهم أمير آخور نوروز ومشد شربخاناه (١) فقبضوا عليهم وأرسل في أثرهم التركمان وطائفة من العسكر ورجع نائب الشام فنزل بالعمق فأتاه قاصده وأخبره بالقبض على نوروز ويشبك بن أزدمر وجماعة وأن ذلك كان في ثامن عشره والكتاب مؤرخ
(١) مسند شريخاناة - المسؤول عن تحضير المشروبات والعصائر للسلطان وغيره من كبار الأمراء.