البلد ونودي عليه "هذا جزاء من سعى في القضاء وليس بأهل له ويعقد الأنكحة الباطلة ويباشر من غير ولاية" ونحو ذلك واستمر مكشوف الرأس تحت القلعة إلى أن أودع سجن القلعة فأُدخل برج الخيالة وفيه ابن خطيب نقيرين قد أُحضر من جهة الدولة وكان الآخر من جهة جكم فولاه قضاء طرابلس فصار يسب السلطان والبصروي على المنبر فلما دخل عليه البصروي أخذ يسبه لأنه كان السبب في القبض عليه بعد ما كانا مصطحبين.
ويوم السبت ثامن عشريه آخر النهار قدم النائب من سفره بعد غيبة ثمانية أيام.
وفي العشر الأخير منه حضرت الدرس بالمدرسة الفارسية قبلي الجامع التي أنشأها الأمير فارس التيمي دوادار تنم في حياة أستاذه وكان وقف عليها حوانيت إلى جانبها وجعلها وقفاً على إمام وغيره ثم اشترى قرية صحنايا في سنة ثمان وثمان مائة بإذن السلطان بمصر وكتب إذ ذاك هناك في المحرم ثم وقفها على جهات منها على شيخين مدرسين للعلم قال وتقرأ عليهما أنواع العلوم من المذاهب الأربعة وجعل لكل شيخ كل شهر مائتين وللطلبة كل شهر ..... وجعل عددهم عشرة وتمادى الأمر إلى هذا الوقت فعين من الجماعة القاش عيان شمس الدين بن الكفري وبدر الدين بن قاضي أذرعات وتقي الدين بن قاضي شهبة وآخرون منهم من لا أعرفه ولا طلب له وقررت أحد الشيخين وقرر الشيخ جمال الدين الطيماني الآخر فحضرت يومئذ أول درس وحضر عندي القاضي المالكي وبعض الفقهاء وحضر جمال الدين المذكور فذكرت درساً مختصراً في تفسير أول سورة النساء ثم قلت لجمال الدين: تكلم أنت أيضاً، فذكر شيئاً في تفسير آية أخرى ثم درس الشيخ جمال الدين الطيماني بالمدرسة الظاهرية الجوانية استنابه في تدريسها القاضي عن ابن الشهيد وحضر عنده وطائفة من الفقهاء ثم بلغني أنه قرر بها مستقلاً.