وجرى بينهم مناوشة وقبض على بعض المماليك، ومن الغد كان بينهم وبين بعض جماعة نائب الغيبة والعوام عند قبة سيار واختلف في أمر هؤلاء فقيل خامروا وقيل تاهوا وقيل غير ذلك.
ويوم الجمعة سادسه ضربت البشائر لمجيء خبر من جهة السلطان، فلما كان يوم الأحد ثامنه ورد كتاب السلطان من بصرى مؤرخ بيوم السبت سابعه فيه وصول السلطان إلى هناك وأن الأمير شيخ عند صرخد وأن أميرين جاءا من ناحيته إلى السلطان وهما برسباي وسودون اليوسفي وغيرهما، وفيه الأخبار بمجيئ العربان والعشران من بني الغزاوي، والكتاب عام إلى القضاة وغيرهم وقرئ آخر النهار بالجامع على الناس بحضور القضاة وقرأه ابن أفلس وفيه القيام مع نائب الغيبة تنكز بغا الحططي.
وكانت الوقعة عند صرخد أول نهار الأحد ثامنه فلم تثبت طائفة شيخ بل هرب الأمراء المصريون ودخل شيخ وجماعته قلعة صرخد.
ويوم الاثنين تاسعه وصل جماعة كثيرون من الأمراء المنهزمين ومن معهم كسودون المحمدي وتمراز والمشطوب وعلان.
ويوم الثلاثاء عاشره وصل كتاب السلطان يخبر بما جرى وأن السلطان لا يرجع حتى يقبض على شيخ وصل به دوادار النائب الجديد بكتمر شلق قجار وقبض على بعض جماعة شيخ المنهزمين ..... وأرسل السلطان إلى شيخ يؤمنه ويخبره في أي بلد شاء يقيم فأُجيب بأن شيخاً ليس بالقلعة وإنما بها الذين يحمون الحريم.
ومن الوقائع الغريبة أن ابن الأدمي القاضي صدر الدين المعزول عن قضاء الحنفية نُسب إليه أنه تعرض للسلطان بسب فاجتمع غريمه القاضي شهاب الدين ابن الكشك بالقاضي شهاب الدين الباعوني فطلبه وحضر بقية القضاة خلا الحنفي وذكر له ذلك فأنكر، وحضر ابن نقيب الأشراف وكان هو الذي وشى لهم بذلك فسألوه الشهادة فأخر ذلك ولم يشهد فذكر أنه عدوٌ له وتحاملوا عليه فرسم عليه الباعوني لينتظر البينة ومن الغد أنهوا القضية إلى نائب الغيبة ولما حضر عنده ساعده وقال: هذا كذب عليه