القاضي شيئاً فعرضه على الفقهاء ..... ، ثم بلغني أن ابن الشحنة الواحد هرب.
واجتمع القضاة يوم الاثنين سادسه بسبب الأوقاف وما يعرض عليها واتفقوا على أن يؤخذ من كل بستان دينار وفرضوا على القرى، ومن الغد أخذ الباعوني في طلب المباشرين وشرعوا في ذلك فقضى الله تعالى ما سنذكره وبطل ما كانوا يعملون وله الحمد.
ويوم الخميس تاسعه كان وصول السلطان إلى بلبيس وقبض على استادداره جمال الدين وأرسله مقيداً إلى القاهرة فسجن فاستقر عوضه في استاددارية خازنه تاج الدين عبد الرزاق وابن الهيصم كاتب المماليك ولبس الكلوتة بأمر السلطان وأخوه في نظر الخاص والتقى ابن أبي شاكر في استاددارية الذخيرة والمستأجرات مضافا إلى ما بيده من نظر المفرد وغيره.
ويوم هذا الخميس تاسعه خرج نائب الشام والعسكر ونائبا حماة وصفد كلهم مطلبين فنزلوا عند قبة يلبغا بلغهم مجيء المقر شيخ فاستعدوا، قيل أنه نزل على النيرب، فلما كان أول ليلة الجمعة ركب وقد بلغه أن ملك الأمراء شيخاً نازل شقحب فقصد نائبه فلما وصل عند خان ابن ذي النون وجد طائفة من عسكر شيخ يكشفون فتواقعوا فوصل الخبر إلى شيخ فركب من فوره وقصدهم فلم يقفوا وانهزموا فجاء شيخ فنزل بقبة يلبغا ودخل من الغد أول النهار فنزل بدار السعادة وخرج إلى تلقيه القضاة وغيرهم واجتمعت به يومئذ للسلام عليه فأخبرني ببعض ما ذكرته، وأخبرني شمس الدين ابن التباني وكان في صحبته من حين خرج إلى أن دخل وقاسى شدائد بقلعة صرخد، قال: كان قصد ملك الأمراء أن ينزل بالميدان بدمشق وكان كتب إلى بكتمر يستأذنه في ذلك فأبى عليه، وكانت الوقعة في الثلث الأول من الليل في ضوء القمر، وقيل أن بكتمر توجه مع نائب صفد إلى صفد ومعه نائب حماة ومن معهم وهم طائفة قليلة، مقتضى ما قيل أنهم لم يبلغوا كلهم المائة وعيال جماعتهم تخلفوا بدمشق وضربوا بالليل عليهم ..... فأقاموا العسس.