وقيل لي أن ابن الأدمي فوض إليه ما فوضه إليه السلطان من القضاء وأن ذلك شائع عندهم كنظر الوقف يجوز تعويضه وإن لم يأذن الواقف وينفصل المفوض.
وضحوة نهار السبت سادس عشره وقع المطر وهو أول مطر وقع في هذا الفصل ثم وقع يوم الثلاثاء ومن الغد.
ويوم الخميس حادي عشريه باشر القاضي شهاب الدي ابن الحسباني الإمامة بالجامع في صلاة الظهر والعصر هذا لأن الأمير شيخاً ولاه الخطابة والإمامة فانزعج الباعوني وسعى في أمره وأصبح فخطب ودار على الأمراء وشكا فقراً وقلةً على عادته ويذكر لهم أن الملك الظاهر كان ولاه وعظمه ولا يذكر لهم أنه عزله وأهانه فساعدوه عند النائب فأمر باجتماعه هو وابن الحسباني بعد صلاة الجمعة فأذن للباعوني في الخطابة فخطب فاجتمعنا بدار السعادة بحضور الأمراء وأهل الدست فجرى بينهم كلام أخذ الباعوني يقرأ في ورقة أسماء وظائف الحسباني ويعد منها ما لا يجيء منه شيء لخزانته وكان ابنه معه فقال له كلاماً مؤلماً، وقال ابن السلطان الظاهر عزلك وكشف عليك وقعدت في الترسيم مدة، وجرت أمور آل الأمر إلى أن قسمت الوظائف بينهما فأُعطي الباعوني الخطابة والمشيخة وابن الحسباني الحرمين والغزالية وخرجا، وطلب ابن الحسباني ..... وخلع عليه بالقضاء وعزل الباعوني نوابه بدمشق كيلا ينوبوا عن الحسباني ويباشروا تولية الباعوني مع اشتهار أن الباعوني عزل من جهة السلطان أيضاً.
ويوم الأحد رابع عشريه خرج النائب متوجهاً إلى ناحية حماة فنزل ببرزة ومعه الأمراء كلهم خرج بعضهم يومئذ وبعضهم من الغد واشتهر أن الأمير نوروز بحماة وجعل نائب الغيبة الحاجب الذي من جهة الأمير شيخ القرمشي ونودي بعد توجه النائب عن أمره بأن من كان له وقف يتسلمه وإبطال ما اقطع من الأوقاف وكانوا أقطعوا أوقافاً مخصوصه ثم جاء كتاب النائب أيضاً بذلك فنودي مرة أخرى، ووقفت على كتاب النائب من القطيفة إلى الاستاددار يخبر فيه أن العسكر الذين استولوا على حماة قدموا إلى