وقيل إن المرسوم الذي معهم يتضمن أن يؤخذ من كل فدان دينار فسلكوا طريقاً أكثرها غير هذا ووسعوا وبالغوا في العقوبة بالأذى واستمروا على ذلك إلى آخر رمضان.
ويوم الاثنين سابعه دخل سودون المحمدي على داريا ووصل إلى ناحية المصلى ودقوا على القلعة بكرة بعد الصبح حربياً وقيل أنه نادى بالأمان وقال للعوام إنّا من جهة السلطان ونوروز وهو نائب الشام ..... وهونوا أمر عسكر الشام فنزل بالمصلى وضرب خيامه وجعل فيه جميع ما معه ثم قصد ناحية باب الجابية ودخل طائفة إلى الباب الصغير ففتحوه ودخلوا وكان نائب الغيبة والدوادار جقمق والاستاددار وقفوا على باب النصر وجعلوا جماعة على البرج فجاءهم الخبر أن الباب الصغير فتح فدخلوا من باب النصر وأغلقوا الباب وتوجه طائفة إلى داخل البلد فطمع المشاة الذين مع المحمدي فوصلوا إلى قريب باب النصر ورموا على الذين على البرج فحمل العوام من تحت القلعة عليهم جملة واحدة وضربوا بالمقاليع والحجارة فكسروهم وتوجهوا في أثرهم فلم يفاجئهم إلا الأمير سودون بقجة قد وصل من ناحية الوطاق فجاء إلى باب النصر فوجده مغلقاً فصاح عليهم فخرجوا إليه وجاء طائفة ممن مع المحمدي من جماعة علان فانضافوا إليهم ثم حملوا حملة واحدة على المحمدي فكسروه وتقنطر به فرسه ثم ركب وهرب وتبدد شمله ونهب كل ما في خيامه من مال عين فإنهم لحقوا الخزانة وأخذوا الجمال والأحمال وجميع ما في المصلى وتوجه في نفر قليل هارباً.
فلما كان في أثناء الليل وصل شاهين الدوادار فنزل ببيته وظف أمر المحمدي في ساعة واحدة وله الحمد، ثم شرعوا يستخلصون ما يفرضون على الأراضي والذي جاء بسبب ذلك جقمق الدوادار وأرسلوا الكليباني إلى البر وجلس الدوادار بدار السعادة وفرضوا شيئاً كثيراً وتأذى الناس أذىً كثيراً، فعرضوا على كفر سوسه ألف