وليلة الجمعة حادي عشره ويومه وقع مطر كثير غزير وتواتر لم يقع بدمشق مثله في هذا العام وذلك في سابع عشر كانون الثاني، وبلغنا وقوع الأمطار في نواحي الشام.
وفي هذه الأيام ولوا وزيراً وهو سعد الدين ابن الغزال الكاتب وانفصل أخو سليمان من نيابة أخيه مستمراً في الحسبة، وأخذ أيضاً يعرض على الأسواق والحوانيت دنانير مع ما الناس فيه من شدة.
ووقع في النصف الثاني من كانون الثاني مطر وثلج كثير تكرر وتواتر وكان في العشر الأخير منه غاية في الكثرة وأكثره كان يوم الجمعة ثامن عشره.
ويوم الاثنين حادي عشريه سابع عشرين كانون.
ويوم الجمعة خامس عشريه خطب الباعوني بالجامع ولم يباشر ابن التباني فقام الناس وسعوا في منع الحنفية من التعرض للخطابة بالجامع وسُعي للباعوني سعياً قوياً عند الدوادار وسودون بقجة وبكى على عادته وكتب إلى الأمير شيخ أن الخطابة إنما هي للشافعية.
ويوم السبت سادس عشريه نودي في الجند للتأهب للخروج مع الأمير سودون بقجة للتوجه إلى صفد ولي نيابتها من قبل شيخ مع أن السلطان أرسل نائباَ لها يقال له شاهين الزردكاش وبلغني أن نائب غزة يشبك الموساوي جاء إليه من غزة وإن معهم مماليك السلطان.
وفي يوم السبت تاسع عشره شرع بدر الدين حسن بن محب الدين الطرابلسي استاددار الأمير شيخ في إنشاء عمارة بموضع الرواق المقابل لتربة الشيخ رسلان خارج باب توما مسجداً وتوسعته على النهر وبنى بتربته تربة للدفن وعلى أن يعمل هناك كتّاب أيتام.