ويوم الاثنين ثالث عشريه خرج العسكر بدمشق إلى ناحية الكسوة وضربوا حربياً فقيل رجع برد بك ثم تبين أن نائب الغيبة نزل بالخربة فغاب أياماً ثم قدم.
وفيه وردت الأخبار بأن ابن الأخنائي ولي القضاء والخطابة سعى في القضاء وهو بصفد بمكاتبة نائبها ونائب غزة بشكره وساعده من مصر بكتمر شلق وغيره، وقيل أن الباعوني تولى خطابة القدس.
وفي العشر الأخير منه قدم علينا أبو الفضل التلمساني يعرف بابن الإمام وقد خرج من بلاده طالباً للحج في سنة عشر في ركب فلما وصلوا إلى تونس أشار صاحبها بعدم خروجهم في هذا العام لفساد البرية بالأعراب فأقاموا عنده سنة وأحسن إليهم إحساناً كثيراً ثم قدموا لبضعة عشر يوماً من شوال وتوجهوا للحج ثم رجعوا فأقام هذا بالقاهرة لضعف عاقه عن التوجه مع المغاربة ثم قصد زيارة القدس فأقام به بضعة عشر يوماً ثم قدم الشام للزيارة وهو عازم على الرجوع إلى بلاده واجتمعت به في سابع المحرم في السنة الآتية وأخبرني بذلك كله ورأيته كما سيأتي.
وفيه لما وصل الحاج إلى رابغ جاءهم الخبر بأن بيسق وصل ومعه طائفة من العسكر إلى ظاهر مكة وهو يريد القبض على ابن عجلان وكان الخبر قد وصل إلى صاحب مكة فجمع جموعاً كثيرة من الأعراب وأرسل بيسق يستحث الركب الشامي وصار يتباطئ في السير ليدركوه حتى أن الركب المصري لم يدخلوا مكة إلى خامس الشهر وأشرف الناس على فتنة كبيرة فأدركهم وعلى يده منشور باستمراره وخلعة فدخل بين الأعراب هجما ولم يعرفوا حاله وإنما ظنوه نجدةَ فقبضوا عليه وعلى أصحابه وسلبوا ما معهم ثم علم صاحب مكة بذلك وسكن الناس وحجوا وما كادوا ولم يحج صاحب مكة ونادى لا يحج أحد من أهل مكة لما رأى في ذلك من المصلحة.