للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

على الأسوار ونزلوا فأخذوا البلد يوم السبت وتحصن من كان بها من العسكر بالقلعة فضربت البشائر بعد العصر وبكرة الغد، هذا والشيخ ومن معه محدقون بحماة محاصرون من بها من النواب والأمراء.

وليلة السبت ثاني عشره أخرج المحبوسون بالقلعة كسودون الجلب وغيره وأرسل معهم الطنبغا قرمشي الحاجب وجماعة إلى قلعة المرقب عن مرسوم الشيخ بذلك.

ويوم الاثنين رابع عشره توفي (١) الشيخ أبو بكر ابن ..... بن تبع الصالحي جوار جامع التوبة وصلى عليه بالجامع المذكور عقيب ..... ودفن بسفح قاسيون وشيعه خلق كثير وكان يقرأ تحت قبة النسر يوم الجمعة بالجامع الأموي قراءة صحيحة بصوت طيب على قراءته روح وأنس ويحيى في رمضان ويقصد لسماع قراءته وكان يؤم بآخره بجامع التوبة نيابة وكان رجلاً جيداً، قرأ علي قديماً الموطأ أو بعضه، قال لي مولده من يوم الاثنين رابع المحرم سنة أربع وخمسين وسبعمئة فعاش تسعاً وخمسين سنة وعشرة أيام.

وليلة الاثنين حادي عشريه اجتمع رجلان على شراب بالصالحية عند العرصة في رفاق هناك فوق المدرسة فأصبحا محترقين وقد اسودا ولم يكن عندهما نار ولا وجد أثار حريق به غير بدنهما وبعض ثيابهما على ما قيل وقد مات أحدهما وأُدرك الآخر للغد وبه رمق، وورد الناس ينظرون إليهما ويعتبرون بحالهما واشتهرت قصتهما وانساب إليها الناس من البلد للتفرج عليهما ولم يدفنا إلى ..... أحدهما تراس والآخر قيم حمام الجند، أخبرني بذلك من أثق به من أهل الصالحية مع استفاضة أمرهما.

وفيه مات جماعة بالطاعون أكثرهم صغار وكان الطاعون قد فشا في بلاد طرابلس ثم في بلاد عجلون وحوران ونابلس من الشهر الماضي وهو باق إلى الآن، ومات بدمشق رجل طباخ وأخيه وزوج ابنته في ليلة واحدة


(١) إنباء الغمر ٦/ ٢٤٥، الضوء اللامع ١١/ ٧٥ (٢١٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>