ابن هيازع وقال جاءه مرسوم السلطان بحبس مال التجار حتى يقدم السلطان وجرت أمور آخرها أنه أخذ ثلث ما معهم فالله ..... على ما أصابهم.
ويوم دخول الحاج وصل من وطاق النائب الحاجب والاستاددار وكان الاستاددار توجه إلى مخدومه منذ بضعة عشر يوماً والحاجب الطنبغا قرمشي توجه بالذين سجنوا بالقلعة منها إلى قلعة المرقب سودون الجلب ومن معه ثم رجع من هناك إلى النائب فقدم مفوضاً إليه نيابة الغيبة، والأمير سودون بقجة متوجه للدوره وخلع على الاستاددار.
وكان اشتهر خروج السلطان حتى قيل أنه وصل إلى غزة ثم فتر الخبر، وقيل أن طغري برمش الذي كان استادداراً هرب إلى مصر من بعلبك وكان نائباً عن شيخ بها كما قدمنا ذكره هناك شاد الدواوين وصل إلى غزة والرملة لتحصيل الإقامات.
ويوم الأحد خامسه وصل ركب الحاج الذي جاءوا على طريق غزة وفيهم ابن الشريطي فبعد وصوله بأيام مات له ابنان كيّسان مطعونان سن أحدهما خمسة عشر والآخر اثنا عشر وكان مات له قبل وصوله جاريتان وطواشي وقد فشا الطاعون بالبلد من كل ناحية يموت من البيت الجماعة هذا مع قله عدد الموتى، بلغني أنه حوالي العشرين وهو في جميع بلاد الشام والسواحل كثير حتى قيل أن نابلس خرج منها في يوم واحد أربعون جنازة وفي بلاد الرملة وتلك النواحي والبقاع.
ويوم الأربعاء ثامنه ضربت البشائر ومن الغد لوصول مخبر بأن التركمان قصدوا حلب فخرج إليهم شاهين الدويدار فواقعهم وكسرهم.
وكان اشتهر خروج السلطان ووصول الأمراء إلى غزة فلما وصل الحاج أخبروا بخلات ذلك ففتر الأمر ثم أشيع ثانياً.
وآخر نهار الجمعة عاشره جرت كائنة عجيبة وهي أن بقايا المسجونين في القلعة من المماليك وفيهم أمير يقال له كمشبغا اقتضى رأيهم كسر قيودهم وفتح السجن والخروج منه ففعلوا ذلك وكان نائب القلعة غائباً فأغلقوا باب القلعة وركبوا الأسوار وضربوا الطبلخاناة ونادوا بالدعاء للسلطان