واشتهر اقتراب العسكر المصري والسلطان وأخذوا في الاستعداد وخرج النائب يوم الثلاثاء سادس عشرينه ومعه العسكر وتأخر جنم نائب حماة إلى بين الصلاتين ولحقهم ولم يتأخر إلا من يقضي حاجته.
وصبيحة يوم الثلاثاء سادس عشرينه توفي (١) نقيب الأشراف السيد علاء الدين علي ابن السيد النقيب برهان الدين إبراهيم ابن السيد النقيب عدنان الحسيني بمنزله دار ابن الخشاب بالشرف الأعلى القبلي غرب المدرسة الخاتونية وصلى عليه قبيل الظهر هناك ثم بعد صلاة الظهر بجامع تنكز ودفن بتربة الأشراف في لحد والده، حضرت الصلاة عليه ودفنه وشيعه ناس قليل من غيرهم وكان مولده سنة خمسين وسبعمئة وكان قليل الشيب، كان إليه نظر وقف المدرسة السرورية من جهة أمه بنت ابن أميلين وباشر عدة أقطار وولي نظر الأوقاف ثم ولي بعد والده نقابة الأشراف ثم ولي كتابة السر غير مرة ولم يكن بالماهر فيها، وكان رياسة وسياسة وبشاشة وتواضع مع الناس ثم أُصيب بعينه وحصلت بها أكلة وانقطع لذلك إلى أن توفي وأُشيع موته بالأمس ثم قيل إنما مات في هذا اليوم وخلف خمسة أولاد ذكور الأكبران غائبان توجها إلى مصر وهما قادمان مع العسكر شهاب الدين وناصر الدين وبقي شقيقاهما حسن وأبو بكر وأصغرهم من جارية ..... واسمه يوسف.
وبين الصلاتين من يوم الأربعاء سابع عشره بعد توجه شيخ ومن معه لم يفجأ الناس إلا دخول طلائع العسكر المصري فيهم بكتمر شلق وهو رأسهم فدخلوا البلد وضربت البشائر وأدركوا بعض من تخلف فقبضوا على من وقع لهم ثم تلاحق الجيش ودخل السلطان الملك الناصر بعد العشاء من ليلة الخميس وانجرت الأثقال إلى القصر من الغد وذلك آخر تموز، ونودي بالأمان وبأن لا يشوش أحد على أحد في منزل ولا بيع ولا شراء، ونودي أن نائب الشام الأمير نوروز وقدم قضاة مصر وجماعة بين الصلاتين قبيل العصر انقطعوا عن السلطان لأنه ركب من بحيرة طبرية بعد العصر فوصلوا
(١) إنباء الغمر ٦/ ٢٤٧، الضوء اللامع ٥/ ١٥٥ (٥٣٨).