بعد العشاء إلى هنا ليكبس الأمير شيخاً فلم يدرك إلا بكتمر ومن معه فلم يتبعوه.
وفيه توفي الشيخ (١) عيسى ..... العجلوني اشتغل في الفقه وكتاب المنهاج واستقر بخانقاه السميساطية وكان ينسخ كثيراً ثم حج وجاور ثم توجه إلى المجاورة والإقامة بمكة واستمر مدة طويلة إلى أن توفي وقد جاوز السبعين.
ووصل القاضي شمس الدين ابن الأخنائي فتولى القضاء والخطابة وجميع مضافات القضاء عليها ذكر، وكان أرسل من غزة أو صفد يخبر بذلك من مدة وأن يخطب عنه فاستمر الباعوني، فلما كان من الغد أرسل القاضي بفرش بيت الخطابة فاجتمع الباعوني بالسلطان فأُذن له فجاء فخطب ثم سعىَ ابن الأخنائي فردت الخطابة إليه وعين الباعوني خطابة القدس وهو ممتنع من قبولها لما بينه وبين أهلها من الشر، واستمر كاتب السر فتح الدين في نظر المرستان وهذا أيضاً مما كان دخل في توقيع القاضي.
وفيه بغزة كتب توقيع ابن محتسب الخليل بخطابة القدس فتوجه إليها فسعى ابن نجم الدين ابن جماعة فيها فكتب توقيعه بين الرملة وقاقون فتوجه فأدرك ابن المحتسب وقد وصل يوم الأربعاء وصلى الظهر والعصر ثم صلى العشائين ...... الناس عليها حين صلاهما وقالوا: لا نريده ولا نمكنه من الخطابة لأن الحموي الذي ولي قبله أعجبهم قراءته وصوته فلما أصبحوا يوم الخميس قدم ابن نجم الدين فباشر وخطب يوم الجمعة آخر الشهر وكان من عادته يباشر هذه الوظيفة نيابة وهي وظيفة ..... وجماعته فلما كان بعد أيام بعد وصول السلطان إلى دمشق الشهر الآتي جاءهم كتاب نائبها أن الباعوني وليها فامتنع ابن نجم الدين من المباشرة واستعد أهل القدس لمنع الباعوني من الخطابة إذا قدم عليهم، فلما جاءهم الخبر ببطلان هذا الأمر استمر ابن نجم الدين يباشر ثم أن الحموي سعى بعد توجه السلطان إلى حلب وكان
(١) العقد الثمين ٦/ ٤٥٧ (٣١٨٢) الضوء اللامع ٦/ ١٥٠ (٤٧٨).