الغيبة ومن معه من الأمراء ودخل بهم القلعة وصاروا راكبين تحت القلعة وضربوا فى القلعلة الطبلخاناة دقاً حربياً فنصب عند قبة باب النصر صنجقاً سلطانياً ونودى من كان طائعاً فليقف تحت علم السلطان فسار عوامهم إليه ووقف تحته أكثرهم وتأخرت طائفة فاجتازوا إلى الميدان وضربوا طبلاً وزمراً وقبضوا على الأمير قانباي وعلى الحاجب بك باي وغيرهما وطلبوا منهم أن يكونوا رؤسا لهم أخذوهم غصباً ثم ساروا ناحية الرملة وهم يضربون الطبل فسافر من طلبهم طائفة فأدركوا بعض من تأخر منهم فأخذوا جميعهم وتوجهوا على حمية ومعهم قانباي وبرد بك رأسهم إلى ناحية الكرك.
ويوم الجمعة سادس عشره أول برج القوس وقع مطر غزير جرت منه الميازريب وتواتر في النهار وليلة السبت وذلك مضى نصف تشرين ولم يقع بدمشق وسمى قبله ثم وقع (١٧) تشوين و (٤) القوس يوم الاثنين وليلة الثلاثاء كثيراً جداً.
ويوم الاثنين تاسع عشره وصل الأمير طغر برمش ابن أخي دمرداش ويقال له سيدى الصغير إلى دمشق متوجهاً إلى نيابة صفد وكان وليها من مدة يومين أو ثلاثة ثم عين لنيابة حلب وأُعيد نائب صفد شاهين الذي هو الآن نائب الغيبة بدمشق فلما وصل أخوه من عند شيخ هارباً قرقماس الذي يقال له سيدى الكبير جعل نائب حلب وأُعيد هذا إلى صفد.
وفرضوا فى هذه الأيام على البساتين والقرى ذهباً وكانوا فرضوا قبل ذلك شعيراً ثم فرضوا على الطواحين والحمامات ثم على الحوانيت في هذا الوقت أيضاً الله مفاتيح الشر.
ثم وقع مطر غزير يوم الجمعة ثالث عشرينه ووصلت خلعة إلى دمشق صبيحة متوجه بها إلى سودون الجلب بنيابة الكرك.
وخلع يوم السبت من الغد أيضاً على مباشري السلطان المستخرجين للأموال واستعدوا لإدارة المحمل يوم الثلاثاء لوجود الطين يوم الاثنين، فلما كطان ليلة الثلاثاء سابع عشره عند التسبيح وقع مطر كثير ومع ذلك فأداروه.