الجامع بولاية من السلطان وكان يباشر أيضاً نيابة النظر بعد الاستقلال واستمر على ذلك إلى حين وفاته وكان ناب من أوقاف الجامع.
ويوم السبت سادسه ضربت البشائر وصبيحة الغد قيل لوفاة يشبك بن أزدمر بالقاهرة مع شيخ.
ويومئذ مات ولد لعبد السلام البقاعي كان من الصالحين وكان قد بلغ وصلى بالناس بالعراق وهو على سيرة حسنة طعن في آخر رمضان وهو يصلى وماتت قبله ببعض يوم أخته مطعونة أيضاً ومات جماعة بالطاعون هذه الأيام.
ويوم الأربعاء والثلاثاء نودي من وجد جانبك القرمي وطوخ وأحضرهم فله كذا ومن أخفاهم يفعل به كذا وقيل أنهما توجها من عسكر شيخ وقد جاءا دمشق مختفيين لمكيدة فوجد من الغد القرمي بجوبر (١) فأحضر إلى السلطان فضربه ضربًا مبرحاً وسجنه بالقلعة.
ويوم الأحد رابع عشره وثامن شباط وقع ثلج كثير جداً وذلك بعد وقوع المطر الكثير في شباط غير مرَّة ومع ذلك فغلق الثلج وتكاثف واستمر إلى الغد وهو متدفق أولاً فأولاً ثم جاء مطر فأذابه وحمل النهر كوم الثلج واستمر وصبح يوم الاثنين والثلوج بقية تذوب شيئاً فشيئًا.
ويوم سادس عشره خرج المحمل والركب وكانوا قصدوا الخروج بالأمير في الثلوج والأمطار فأخرجوه اليوم في الوحل لضيق الوقت وحمل النهر يومئذٍ حملًا كثيراً جداً وعين لإمرة الحاج تنكز بغا الحططي وهو بطال وممن حج ممن يعرف شمس الدين الأوزاعي الشاهد والقاضي عز الدين بن علاء الدين الحنبلي وخليل البصروي والشيخ إبراهيم ابن الموصلي كعادته وكذلك الشيخ خليل الأذرعي.
ويوم الثلاثاء سادس عشره نقلت الشمس إلى برج الحوت في أوائل
(١) جوبر - قال ياقوت -قرية بالغوطة من دمشق وقيل نهر بها معجم البلدان ٢/ ٢٠٥ (٣٣٠٠).