الساعة الرابعة في عاشر شباط فإن أوله يوم الأحد سابعه وفي سادس عشر أمشير.
ويوم الأربعاء سابع عشره توجه نائب حلب قرقماس ابن أخي دمرداش إليها بعد قصده المرقب فإنه مر بها بقدومه على ما حولها وربما يخاف على طرابلس منهم.
ويومئذ توجه القاضي ابن الأخنائي وناظر الجيش تاج الدين والاستاددار عز الدين وشمس الدين ابن المزلق التاجر إلى الوجه القبلي إلى ناحية عجلون والبلقاء لتحصيل الإقامة للسلطان لقصد الكرك، وبلغني أن الأخنائي كان السبب في ذلك وأنَّه قصد بعدُ التنصل من التوجه فلم يجب وأخرج جماعة من الجلبان إلى ناحية بيروت فيما قيل.
ويوم السبت العشرين منه قبل العصر فيما أُخبرت توفي (١) الشيخ علاء الدين أبو الحسن علي ابن المعدل مجد الدين إبراهيم ابن المؤرخ شمس الدين محمد بن إبراهيم بن عبد العزيز الجزري الأصل الدمشقي بجنينتهم بالزعيفرنية ببستان بالقرب من قصر شمس الملوك من شماليه فلم يدفن من الغد بسبب الدولة وطلبوا مالاً.
ثم جاء شخص استقطع بركته وهذا شيء ما سمعناه بالشام فصولح على مبلغ أقل منها وأن يطلبه الوزير فتأخر دفنه إلى الغد وصلي عليه يوم الاثنين بعد الظهر بجامع يلبغا وحمل إلى مقبرة باب الصغير مَدفن أبيه وعمه وجده فكان بين موته ودفنه يومان وليلتان، حضرت الصلاة عليه بالمقابر ووقع ساعتئذ مطر غزير وكانت هذه الأيَّام كثيرة المطر جداً والأرض كثيرة الأوحال، ومولده سنة ثمان وأربعين وسبع مائة فبلغ خمساً وستين سنة وتوفي والده وله سنة فرباه عمه نصير الدين وسمع من جماعة من أصحاب الفخر علي وطبقته وحضر على بعض أصحاب الكرماني وحدث وكان يفسر الحديث بميعاد كان يقرأ فيه عمه قبله عند مشهد أبي بكرة بالجامع وعلى
(١) إنباء الغمر ٦/ ٢٤٨، الضوء اللامع ٥/ ١٥٧ (٥٤٣) شذرات الذهب ٩/ ١٥١.