للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أمره إلى أن ولي الحسبة بالبذل (١) ثم بذل وولي نيابة الحكم ثم ولي بعد خراب البلد قضاء الحنفية، كان بمصر فجاء قاضيًا ومدرساً بالعذراوية الجوانية وبرع وصار معه من ذلك ..... وولي أيضاً تدريس المنجكية وكان الرجل عُرياً من العلم والله لنا وله.

ويوم عاشوراء توفي الشيخ (٢) إبراهيم بن الشيخ أبو بكر الماجوزي الأصل القبيباتي المعروف والده بالموصلي بين الأخيضر وتبوك وحمل إلى تبوك فدفن هناك، كان ابتداء مرضه من أول السنة بعد أن اغتسل بها بماء بارد، ذكر لي أنه لم يبلغ الستين وأنه حج تسعة عشر حجة وكان قام بعده والده بالمشيخة في الرواية وتردد إليه الأكابر وصار له أتباع ومريدون وكان يكتب الأوراق إلى أرباب الدولة كلهم في قضاء حوائج الناس وقلّ ما ترد أوراقه وكان لا يمشي إلى أحد مطلقاً، وكان مثرياً من الدنيا ولا يرزأ أحداً شيئاً وينهى جماعته أن يأكلوا لأحد شيئاً إلا قليلاً وكانت تلك طريقة والده.

ويوم الخميس العشرين منه وصلحت بعض كتب الحاج صحبة شخص ذكر أن الذين معهم عامة الكتب عرّوهم العرب ثم وصلت بقية الكتب من الغد وكلها متفقة على أنها كانت سنة مشقة بسبب موت الجمال والغلاء المفرط بأرض الشام والحجاز وأن الدقيق بيع ..... وأن التمر بيع الصاع بأربعين ثم في الرجعة بستين والعسل كل وقية بأربعة.

ثم وصل بعض الحاج يوم الاثنين رابع عشرينه ودخل المحمل يوم الثلاثاء خامس عشرينه وبقية الحاج.

ويوم الأربعاء سادس عشرينه توفي (٣) الشيخ عبد الرحمن بن شهاب


(١) البذل - الإنفاق من أجل الحصول على عمل أو مركز مقابل العطاء وهي هنا بمعنى الرشوة.
(٢) إنباء الغمر ٧/ ٣٠، الضوء اللامع ١/ ٣٦، الذيل على دول الإسلام ٤٧٣، بهجة الناظرين ١٥٧.
(٣) إنباء الغمر ٧/ ٣٥، الضوء اللامع ٤/ ٥٨ (١٨٣)، النجوم الزاهرة ١٣/ ١٣٦، شذرات الذهب ٩/ ١٥٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>