للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومات معه أيضاً زوجة أخي أم ولده مطعونة أيضاً بالمدرسة الأسدية ظاهر دمشق وصُلي عليها بالجامع ودفنت بطرف مقبرة الصوفية عند رجلي الشيخ تقي الدين ابن الصلاح وشيعهما القضاة والعلماء والفقراء وغيرهم.

ويوم الثلاثاء سادس عشره قبل الظهر بنحو ساعة وقع مطر كثير جداً ثم انقطع يسيراً ثم عاد غزيراً وفيه رعد وبرق وذلك في التاسع من حزيران.

وعند الغروب من ليلة الخميس ثامن عشره توفي الشيخ الصالح الخير العالم العابد خليل (١) بن سلامة بن أحمد الأذرعي المعروف بالقابوني لسكناه القابون مدة ببستانه بطرف العنابة بالقرب من بيت لهيا وصلي عليه من الغد عند ارتفاع النهار بالمدرسة الزنجيلية تقدمت للصلاة عليه هناك وشيعه خلائق لا يحصون كثرة وشهده القضاة والعلماء والأعيان والخاصة والعامة ثم صلى عليه ثانيه عند باب النصر وصَلي عليه هناك نائب السلطنة ودفن بمقبرة باب الصغير وله ثلاث وستون سنة فيما أخبرني ولده، وكان رجلاً مباركاً من الصالحين الأخيار منقطعاً بمنزله مثابراً على الخير والطاعة قليل الطاعة فيما لا يعنيه لا يداخل الناس فيما هم فيه ولا تصدر لمشيخة ولا لرياسة وللناس فيه اعتقاد كثير وكان يواظب على الحج كل عام وهو فقير فيقيض الله له من يعطيه ما يحج به وكان الناس يرسلون معه إلى أهل الحجاز المجاورين بالبلدين الشريفين من الأموال التي يتقربون بها فيستبشر لمجيئه أهل الحجاز ويدعون له وكان عنده النظر في ذلك، وكتب بخطه كتباً كثيرة نسخاً وخطه حسن ولم يزل على هذا ..... إلى أن قدم من الحج فقال لي بعض جيرانه حضر جنازة يوم قدومه ثم لم يزل كل يوم يشهد جنازة أو يعود ضعيفاً إلى أن طعن في آخر اليوم الذي حضر فيه جنازة ابن نقيب الأشراف فطعن واستمر إلى أن مات رحمه الله (*).


(١) إنباء الغمر ٧/ ٣٥، الضوء اللامع ٣/ ١٩٥ (١٤٧) الذيل على دول الإسلام ٤٧٣.
(*) جاء في حاشية الورقة (٢٤٣ ب): قال يظن مولده في سنة خمسين أو في التي بعدها، أخذ عن الشيخ قطب الدين ..... والذهلي.

<<  <  ج: ص:  >  >>