الخلاق: النصب والحظ. والمناسك: العبادات، وغلبت على مناسك الحج.
في هذه الآيات يعلمنا سبحانه ان نترك عمل أهل الجاهلية، حيث كانوا اذا فرغوا من الحج ذهبوا الى أسواق تقام في أماكن مختلفة، وشغلوا أنفسهم بالتفاخر بذكر الآباء ومآثرهم. هناك كانوا يتناشدون الاشعار والخطب ويعاقرون الخمر، وربما قامت من جراء ذلك منازعات تجر الى الحروب والخصام. وهنا يرشدنا الله فيقول: فاذا فرغتم من أعمال الحج فدعوا ما كنتم عليه وما كان عليه آباؤكم في الجاهلية واشغلوا أنفسكم بذكر الله كما كنتم تذكرون آباءكم، بل اذكروه أكثر من ذكركم لهم:، لأن الله أَولى بالذكر منهم. ثم يعرض علينا صورتين من أخلاق البشر احداهما ذميمة والأخرى خيرة. فيقول: ان بعض الناس همّه الدنيا فقط فهو يقصُر دعاءه على عرض الدنيا وخيراتها الزائلة، هؤلاء لا حظ لهم في الآخرة ولا نصيب.
ومنهم من وفقه الله فاتجه بقلبه الى طلب الخير في الدنيا والآخرة، هؤلاء يطلبون سعادة الدارين، فلهم نصيب كبير مما كسبوا، والله يعطيهم ما طلبوا. وهو يرغّبنا ان ننهج منهجهم ونسير على سيرهم.
{واذكروا الله في أَيَّامٍ مَّعْدُودَاتٍ} هي ايام مِنى الثلاثة وتسمى ايام التشريق. وفي هذه الأيام ترمى الجمار، والجمار حصيّات ترمى في أماكن معينة في منى، فيجوز للحاج ان يمكث يومين ثم يذهب الى الحرم لينهي حجه، ويجوز له ان يمكث ثلاثة ايام كما قال الله تعالى.
واتقوا الله تعالى حين أدائكم الحج، واعلموا انكم ستحشرون اليه يوم القيامة، والعاقبة يومئذ للمتقين.
بهذه الآيات تم الكلام على الحج ومناسكه وآدابه وبعض الآداب العامة.