جاوزنا: عدّيناهم. يعكفون: يلازمان الأصنام ويعبودنها. الاصنام، واحدها صنم: ما يُصنع من الحجارة والخشب والمعدن من التماثيل للعبادة من دون الله. وبعض العرب كان يصنع من التمر، فاذا جاع أكل الربّ الذي صنع متبر ما هو هم فيه: مدمَّر، والتتبير التدمير والهلاك باطل: زائل وهالك اغير الله ابغيكم ربا: اطلب لكم ربا غيره.
وجاز بنو اسرائيل البحر، بعنايتنا وتأييدنا، فلما قطعوه مروا على قوم كانوا منكبّين على عباده أصنام لهم، فلما شاهدوا ذلك غلبَ عليهم ما ألِفوه قديماً من عبادة المصريين للأصنام، فطلبوا نم موسى ان يجعل لهم صنماً يعبدونه كما رأوا القوم يفعلون. عندئذٍ سارع موسى الى توبيخهم قائلاً لهم: حقاً انكم قوم سفهاء لا عقول لكم، لا تعرفون العبادة الصحيحة، ولا من هو الإله الذي يستحق ان يُعبد.
ان القوم الذيين ترونهم عاكفين على عبادة الاصنام قوم هالكون، وما يفعلون باطل وزائل، فهو من بابِ عبادة غيرِ الله.
ويْحَكُم يا بني اسرائيل! أأطلبُ لكم، معبوداً غير الله رب العالمين وخالق السماوات والأرض! أما منحَكم من فضله، لقد خصّكمن بنعمٍ لم يعطها غيركم من أهلِ زمانكم؟ ولقد فضّلكم على أهل عصركم هذا بأن هداكم الى وحدانيته!
اذكروا إذ أنجاكم بعنايته من آل فرعون وظلمهم. وأنتم تعلمون انهم كانوا يذيقونكم، اشد العذاب، ويسخّرونكم لخدمتهم، ولا يرون لكم حرمة الا كما للبهائم. كانوا يقتلون ما يولد لكم من الذكرو، ويسبقون الاناث لتزدادوا ضعفا بكثرتهن، وليجعلوهن خدماً لهم ويستمتعوا بهن. ان فيما نزل بكم من تعذيب فرعون وانجائكم منه اختبار عظيم من ربكم ليس وراءه بلاء واختبار.