يوزَعون: يساقون ويُدفعون الى جهنم. أرداكم: اهلككم. مثوى: مقام. وإن يَستعتبوا: يطلبوا العتبى والرضا. فما هم من المعتَبين: من المجابين الى ما يطلبون.
اذكر لهم أيها الرسول يومَ يُحشَر أعداءُ الله الى النار، وهم يساقون توجُرهم الملائكة، حتى اذا وصلوا وسئلوا عن أعمالهم السيئة في الدنيا، فانكروا - شهدَ عليهم سمعُهم وأبصارهم وجلودهم بما كانوا يعملون في الدنيا.
فيقولون لجلودهم: لم شهدتم علينا؟ فتقول الجلود: أنطقَنا الله الذي أنطقَ كلَّ شيء وهو الذي خلقم من العدم، وإليه ترجعون.
وما كان باستطاعتكم ان تُخفوا أعمالكم عن جوارحكم مخافةَ ان تشهد عليكم، ولكن كنتم تظنون ان الله لا يعلم كثيرا مما تعملون. وهذا الظنّ الفاءد الذي كان منكم في الدنيا أوقعَكم الآن فأهلككم {فَأَصْبَحْتُمْ مِّنَ الخاسرين} .
فان يصبروا على ما هم عليه فالنارُ مأواهم، وان يطلبوا رضا الله عليهم فما هم بِمُجابين الى طلبهم، وهذا مثلُ قوله تعالى:{سَوَآءٌ عَلَيْنَآ أَجَزِعْنَآ أَمْ صَبَرْنَا مَا لَنَا مِن مَّحِيصٍ}[إبراهيم: ٢١] .