بعد أن نهى الله عن اتخاذ اليهود والنصارى أولياء من دونه، وبيّن العلّة في ذلك بأن بضعهم أولياء بعض أعاد النهيَ هنا عن اتخاذ الكفار عامة أولياء، وبيّن الوصفَ الذي لأجله كان النهيُ، وهو إيذاؤهم للمؤمنين بجميع ضروب الإيذاء، ومقاومتهم دينَهم ما استطاعوا الى ذلك سبيلا. فقال: يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا أعداء الاسلام الذين اتخذوا دينكم سخريةً، وهم اليهود والنصارى والمشركون نصراءَ وأولياء ابداً. خافوا أيها المؤمنون في مالاة هؤلاء ان كنتم صادقين في ايمانكم.
من استهزائهم بكم: أنكم إذا أذّن مؤذّنكم داعياً الى الصلاة استهزؤا بها، وسخِروا منكم وتضاحكوا أو لعبوا فيها، وذلك أنهم قوم لا يدركون الفرق بين الهدى والضلال.
الاسلام يأمر بالسماحة وحسن المعاملة لأهل الكتاب عامة وللنصارى خاصة اذا كانوا غير محاربين لنا، وللمواطنين بيننا، وأما المعادون لنا، الذين يساعدون اسرائيل فيهم أعداء لا يجوز موالاتهم، فمن ولاهم فقد عصى الله.