ما يلج في الارض: ما يدخل فيها. وما يعرج فيها: ما يصعد الى السماء. لا يعزب عنه: لا يغيب عنه. مثقال ذرة: ثقْل اصغر نملة. معاجزين: سابقين لإظهار عجزه. من رجز: الرِجزُ أشدّ العذاب، وله معان اخرى. صراط العزيز الحميد: طريق الهدى.
الحمد لله وحده مالكِ الكون ومدبّره، وله الحمد في الآخرة على جميل إحسانه ورحمته وهو الحكيم الخبير ببواطن الأمور وجميع ما يدور في هذا الكون. إنه يعلم ما يدخل في جوف الأرض وما فيها من ماء وكنوز ومعادن وغير ذلك، وما يخرج منها كالحيوان والنبات ومياه الآبار والعيون، وما ينزل من السماء وما يصعد فيها ويرقى اليها، كالملائكة وأعمالِ العباد والأرواح والأبخرة والدخان وكل ما يطير ويحلّق في الأجواء. . . . لا تخفى عليه صغيرة ولا كبيرة مما يحصل في هذا الكون الواسع العجيب. وهو مع كثرة نِعمه وفضله، واسع الرحمة عظيم الغفران، بابُه مفتوح لكل تائب أواب.
ومع كل هذا فقد أنكر الذين كفروا مجيء يوم القيامة، فقلْ لهم أيها الرسول: ستأتيكم الساعة وحقِّ ربي، عالمِ الغيب الذي لا يغيب عن علمه مقدارُ ذرَة في السموات والارض، ولا أصغرُ من ذلك ولا اكبر. . . . وكل ذلك مسطور في كتاب مبين.
والحكمةُ من البعث وإعادة الناس يوم القيامة أن يجزيَ الله الذين آمنوا وعملوالصالحات ويثيبهم خيراً ومغفرة ورزقاً كريما، ويثْبت للذين كفروا وسعَوا في الأرض فسادا انهم كانوا خاطئين، وانهم في العذاب الأليم مخلدون.
وهذا هو العدل من الله تعالى. . . . . ينعُم السعداءُ المؤمنون ويعذَّب الاشقياء الكافرون. إن الذين منّ الله عليهم بالعلم من اهل الكتاب وغيرهم يعلمون ان القرآن الذي أنزله عليك ربك يا محمد هو الحق الذي لا مرية فيه، وانه يهدي الى صراط العزيز الحميد وهو الاسلام، الدين القويم.
قراءات:
قرأ حمزة والكسائي: علاّم الغيب، وقرأ أهل المدينة وابن عامر ورويس: عالِمُ الغيب برفع الميم. والباقون: عالِمِ الغيب بكسر الميم. وقرأ ابن كثير ويعقوب وحفص: من رجز أليمٌ برفع الميم صفة لعذاب، والباقون: بكسرها. وقرأ الكسائي وحده: لا يعزِب بكسر الزاي والباقون: يعزب بضم الزاي.