القسط: العدل. الدين: مجموعة التكاليف التي يدين بها العباد لله. الاسلام: الخضوع الاستسلام. حاجّوك: جادلوك. الأميّون: مشركو العرب.
بعد ان بين سبحانه وتعالى جزاء المتقين، وشرح أوصافهم التي استحقوا بها هذا الجزاء بيّن لنا هنا أصول الايمان، فقال: شهد الله بما نصبه من الأدلة وأوحاه من الآيات أنهن لا الَه غيره، وانه قائم على شئون خلقه بالعدل، وشهدت بذلك ملائكته الاطهار وأهل العلم. انهو هو العزيز الذي لا يغلِب أحد على أمره، والحكيم الذي شملت حكمته كل شيء.
ان الدين عند الله هوة الاسلام، فجمي المال والشرائع التي جاء بها الأنبياء أساسُها التسليم الانقياد والخضوع. اما أهل الكمتاب فقد اختلفوا في هذا الأمر من بعد هذا الامر من بعدما جاءهم اليقين على صحته. ولم يكن اختلافهم عن شُبهةٍ أو جهل، كلا بل من جرّاء التكبر وطلب الجاه والرياسة والمال. ومن يكفر بآيات الله الدالة على وجوب الاعتصام بالدين، ووحدته، وحرمة الاختلاف فيه فان الله ما أسرع ان يحاسبه على ذلك. فإن جادلوك يا محمد في هذا الدين بعد أن أقمتَ لهم الحجج فلا تجارهم، بل قل لهم: اني اخصلت عبادتي لله وحده، انا ومن اتبعني من المؤمنين. وقل لهؤلاء اليهود والنصارى والمشركين من العرب: أسلمتم مثل اسلامي بعد ان ظهرت لكم الدلائل؟ فان اسملموا فقد عرفوا طريق الهدى واتبعوه، وان أعرضوا فليس عليك الا ان تبلّغهم رسالة الله، والله بصير بعباده لا يخفى عليه شيء من أحوالهم وأعمالهم.
قراءات:
قرأ الكسائي «أن الدين عند الله الاسلام» بفتح ان والباقون بالكسر.