ويطلب اولئك العلماء الراسخون في العلم الى الله كان الله ان يحفظهم من الزيغ بعد الهداية. ويهبهم الثبات على الإيمان فيقولون: ربنا لا تجعل قلوبنا تنحرف عن الحق بعد ان هديتنا اليه، وهبْ لنا رحمتك إنك أنت كثير النعم والافضال.
وهذا تعليم من الله لنا ان نعرف حدودنا ونقف عندها، ونطلب منه تعالى دائما ان يثبِّتنا على الإيمان فلا يتركنا عرضة للتقلب والنسيان.
{رَبَّنَآ إِنَّكَ جَامِعُ الناس. . .} وهذا من تتمة كلام الراسخين في العلم، وذلك لأ، هم لما طلبوا من الله تعالى ان يصونهم عن الزيغ ويخصهم بالهداية والرحمة، فكأنهم قالوا: ليس الغرض من هذا السؤال ما يتعلق بمصالح الدنيا بل مايتعلق بالآخرة. فاننا نعلم يا إلَهنا انك جامع الناس للجزاء يوم القيامة. فمن زاغ قلبه بقي العذاب أبداً، ومن منحته الرحمة والهداية بقي في السعادة والكرامة أبدا.