قال ابن عباس وقتادة وابن جريْج: نزلت هذه الآيات لما أسلم عبد الله بن لاسلام وجماعة معه. فقالت احبار اليهود: ما آمن بمحمد الا شِرارنا.
ليس جميع أهل الكتاب متساوين في الأعمال القبيحة والكفر، بل ان فيهم جماعة قويمة السيرة عادلة، آمنوا بمحمد، وهم يقرأون القرآن ساعات من الليل وهم ساجدون، كما يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر، ويبادرون الى فعل الخيرات. لقد صلحتْ أحوالهم وحسنت أعمالهم، فرضيهم ربهم، ولن يحرمهم ثواب ما يفعلونه من خير، إنه عليم بالمتقين محيط بأحوالهم.
وفي هذه الآيات ردٌّ على اليهود المتعنتين الذين قالوا لمن أسلم منهم: لقد خسرتم بدخولكم في الاسلام، وفيها اشارة الى المؤمنين وتطمئنٌ لهم أنهم فازوا بالسعادة العظمة والدرجات العليا، كي يزول من صدورهم أثر كلام أولئك الطغاة المتمردين.