الفلك: السفينة للواحد والجمع والمذكر والمؤنث. دائبين: دائمين في الحركة لظلوم: ظالم لنفسه. كفار: شديد الكفر والجحود.
في هذه الآيات الكريمة يذكِّر اللهُ تعالى بنعمهِ الكثيرة التي لا تُحصى، فإنه خلَق السمواتِ والأرضَ لبني الإنسان ليتمتع بخيراتها، وأَنزل من السماءِ غيثاً عميماً أحيا به الشجر والزرعَ فأثمرت لكم رِزقاً تأكلون منه وتعيشون به، وسخّر لكم السفنَ لتجريَ في البحر بأمرِه، تحملُ أرزاقكم وتحملكم، وسخر لكم الأنهارَ العذبة لتنتفعوا بها في رَيِّ الأنفس والزروع.
{وَسَخَّر لَكُمُ الشمس والقمر دَآئِبَينَ} .
لا يفتُران عن الدوران، {وَسَخَّرَ لَكُمُ الليل والنهار} يتعاقبان، تستريحون في اللّيل، وتعملون في النهار {وَآتَاكُم مِّن كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ} وهيّأ لكم كل ما تحتاجون، سواء أسألتُموه ام لم تسألوه. . . لأنه قد وضع فيه هذه الدنيا منافع يجهلُها الناس وهي معدَّة لهم، فلم يسأل الله أحدٌ قديما ان يعطيَهم الطائرات والكهرباء وغير ذلك من الأشياء الجديدة، ولم يزل هناك عجائب ستظهر فيما بعد، {وَيَخْلُقُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ}[النحل: ٨] .
{وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَتَ الله لاَ تُحْصُوهَا} . ان حاولتم ان تعدُّوا نعمةَ الله فإنكم لا تستطيعون حَصْرَها، فهي أكبرُ وأكثر من ان يحصيّها البشر.
وبعد هذا كلّه تجعلون لله أنداداً، ولا تشكرون نِعَم الله {إِنَّ الإنسان لَظَلُومٌ كَفَّارٌ} فالإنسان الذي بدّل نعمة الله كُفراً بعد كل هذه النعم لهو شديد الظلم والجحود.