لا تهنوا: لاتضعفوا. لا تحزنوا: لا تتألموا. الحزن ألم يعرض للنفس اذا فقدت ما تحب. القرح: الجرح، وألم الجرح. نداولها: نصرفها، ونعاقبها فنجعل الغلبة لهؤلاء تارة ولأولئك أخرى. وليمحص: ليطهر. وأصل التمحيص تخليص الشيء مما فيه من عيب. يمحق الكافرين: يُنقصهم.
ولا تضعفوا عن الجهاد في سبيل الله بسبب ما نالكم من القتل والجروح والفشل يوم أُحد، ولا تحزنوا على ما فقدتم من الشهداء في ذلك اليوم. كيف يلحقكم الوهن والحزن، وانتم الغالبون بتأييد الله، جزاء ايمانكم، وحفاظاً للحق الذي تدافعون عن!؟ لقد مضت سُنة الله أن يجعل العاقبة للمتقين.
واني كن قد لحقكم يوم أُحدٍ قتل او جرح، فقد أصاب خصومكم مثلُه. لقد أوقعتم بهم يوم بدر، والأيام دُولة بين الناس. هذه سنة الله في خلقه، يكون النصر لهؤلاء أحياناً ولأولئك أخرى، ولكن الغلبة النهايئة دائما لمن اتبع الحق. ما هو الا اختبار للمؤمنين ليعلم الله الثابتين على الإيمان، وليكرم أناساً بالاستشهاد. كذلك ليخلّص الله أحباءه المؤمنين من الذنوب، ويطهرهم من مرضى القلوب وضعفاء الإيمان، فيغدون صلاباً على أيديهم يُستأصلوا الكفر كله.
قراءات:
قرأ حمزة والكسائي وابن عياش عن عاصم «قرح» بضم القاف، والباقون بفتح القاف. وهما لغتان.