الكهف: النقب المتسع في الجبل. الرقيم: اللوح الذي كتبت فيه اسماء اصحاب الكهف. فضربنا على آذانهم: أنمناهم عدداً من السنين، والنائم عادة لا يسمع. ثم بعثناهم: ايقظناهم. احصى: اضبطُ لاوقات لبثهم.
لقد انكر الذين استهوتهم الدنيا البعثَ، مع ان الوقائع تثبت الحياة بعد الرقود الطويل، وهذه قصة أهل الكهف واللوح الذي رُقمتْ أسماؤهم فيه بعد موتهم لم تكن وحدها من العجائب وان كانت قصةً خارقة للعادة.
اما قصتهم فهي ان جماعة من الشباب آمنوا بربهم، وهربوا بدينهم من الاضطهاد، فلجأوا الى كهف، ودعوا ربهم ان ينقذَهم قائلين: ربنا آتِنا من عندك رحمة وهيّىء لنا من أرمنا رشَدا.
فاستجبنا دعاءهم، فأنمناهم آمنين في ذلك الكهف سنين عديدة لا ينتبهون. ثم أيقظناهم لنعلم مَن مِن الحزبين اللذين اختلفا في مدة مُكثهم بالكهف أضْبَطُ احصاءً لطول المدة التي مكثوها.
روي عن ابن عباس: ان الرقيم اسم قرية قرب أَيلة «العقبة» ، ويقول ياقوت في معجم البلدان:«وبقرب البلقاء من اطراف الشام موضع يقال له الرقيم. .» ويقول: «ان بالبلقاء بأرض العرب من نواحي دمشق موضعاً يزعمون انه الكهف والرقيم قرب عَمان، وذكروا ان عمّان هي مدينة دقيانوس» الملِكِ الذي كان في ذلك الزمان.
وهناك اقوال كثيرة متضاربة علُها عند الله. وقد اورد الطبري وغيره من المفسرين قصتهم، وليس لها سند صحيح، وقد اعتنى احد موظفي الآثار من اهل عمان بهذا الكهف وهو اليوم في ضواحي عمان، وعمل له باباً، وألّف رسالة مؤكدا فيها انه هو الكهف المقصود في القرآن، وبنى بجانبه مسجدا، والآن يزور الكهف كثير من السيّاح.