للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

المكر: صرف الغير عما يقصده بحيلة. التقطيع من خلاف: ان تقطع اليد اليمنى والرجل اليسرى، والعكس بالعكس. الصلب: وضع الانسان على خشبة وتعليقه مدة من الزمن نقمت الشيء: انكرته أفرغ علينا صبرا: أفِض علينا صبرا يغمرنا، كأن الصبر في دلو من الماء يفرغ عليهم، وهو مجاز.

قراءات:

قرأ حفص آمنتم على الإخبار، وقرأ حمزة والكسائي وابو بكر: أأَمنتم. . . بهمزتين، على الاستفهام، وقرأ الباقون أآمنتم بتحقيق الهمزة الأولى وتليين الثانية.

هال ذلك الامرُ فرعون، وأثار حميته فقال للسحرة: هل آمنتم وصدقتم برب موسى وهارون قبل أن آذن لكم؟ ان ما فعلتموه انتم وموسى وهارون، ليس الا مكراً دبّرتموه في المدينة (مصر) كي تُخرجوا منها أهلَها بخِدعكم وحيلكم لسوف ترون ما يحلّ بكم من العذاب، جزاء ذلك إنني أٌقسِم لأُنكّلنّ بكم أشد التنكيل: لأقطعنّ ايديكم وارجلكم من خِلاف، اليد من جانب والرِجل من الآخر، ثم لأصلِبنّ كل واحد منكم وهو على هذه الحالة المشوّهة. . لِتكونوا عبرة لمن تحدثه نفسه بالكيد لفرعون والخروج عن أمره.

سمع السحرةُ هذا التهديد والوعيد من ذلك الجبّار المتكبر، فرجعوا الى ربهم، وأبجابوا فرعون قائلين: «إنّا إلي ربِّنا مُنقَلِبون» ، أي أنهم لم يأبهوا لتهديداته. ثم أضافوا: هل تعاقبنا يا فرعون لأنّنا صدّقنا موسى، وأذعنّا لآيات ربنا! انها واضحة دالّة على الحقّ، وقد جاءتنا، فهل تريدنا أن لا نعتبر بها!؟

ثم توجهوا الى الله ضارعين: {رَبَّنَآ أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْراً وَتَوَفَّنَا مُسْلِمِينَ} يا ربّنا هبْ لنا صبراً واسعاً نقوى معه على احتمال الشدائد، وتوفّنا على الإسلام غير مفتونين بتهديد فرعون، ولا مطيعين له في قوله ولا فعله.

<<  <  ج: ص:  >  >>