تبين لنا هذه الآية الكريمة نوع المال الذي نتصدق به وطريقة الصدقة.
يا أيها المؤمنون، اذا تصدقتم فأنفقوا من جيد أموالكم: من كسبكم، ومن أحسن الثمرات لتي تخرجها لكم أرضكم. إياكم ان تقصدوا الخبيث الرديء من أموالكم فتنفقوا منه. فلو قُدم إليكم لرفضتموه، الا أن تُغمضوا فيه. . اي تتسامحوا وتتساهلوا بقبوله. واعلموا ان الله غني عن انفاقكم فلا يصله منه شيء، وانما يأمركم به لمنفعتكم، وهو مستحق لكل حمد، يتقبل الطيبات ويجزي عليها بالحسنى.
وقد رُوي في نزول هذه الآيات عدة روايات. منها ما وراه ابن ابي حاتم عن البراء قال: نزلت فينا. كنا اصحابَ نخلٍ فكان الرجل منا يأتي من نخله بالقِنو، فيعلقه في المسجد. كان أهلُ الصُفّة ليس لهم طعام، فكان أحدهم اذا جاع فضرب بعصاه، سقط البُسر والتمر فيأكل. وكان اناس ممن لا يرغبون في الخير يأتي بالقنو الحشَف والشيص، (نوع من رديء التمر) فيعلّقه. فنزلت الآية. . فكنا بعد ذلك يجيء الرجل منا بصالح ما عنده.