كتم الشيء: ستره واخفاه. والبينات: الأدلة الواضحة. الكتاب: يراد به الكتب المنزلة من عند الله. اللعن: الطرد والإبعاد.
الكلام هنا في عناد اليهود ومن تابَعهم من المنافقين. لذلك انتقل من بيان مشروعية الطواف بالصفا والمروة الى الحملة على هؤلاء الذين يكتمون ما أنزل الله من البينات والهدى. والظاهر ان هناك من اعترض منهم أيضاً على مناسك الحج، لكن حكم الآية ههنا شامل لكل من كتم علماً فرض الله بيانه للناس.
ان أهل الكتاب الذين كتموا أمر الإسلام، ونبوة محمد رغم انهم يجدون ذلك لديهم في التوراة والانجيل، والذين عرفوا براهين صدق نبوته ثم أخفوا هذه الدلائل وكتموها عن الناس اولئك يصب الله غضبه عليهم ويبعدهم من رحمته.
ثم استثنى الحقُّ مَن تاب، فقال: إلا الذين تابوا، وأصلحوا حال أنفسهم بالتقرب الى الله صالح الأعمال فهؤلاء يتوب الله عليهم، ويفيض عليهم مغفرته، وهو التواب الرحيم.