النصيب: الحظ. الكتاب: التوراة. يتولى: يعرض. يفترون: يكذبون. لا ريب فيه: لا شك فيه.
ألم تعلم يا محمد حال هؤلاء الذين أُعطوا حظاً من التوراة كيف يُعرضون عن العمل بموجبه حين يُدعون اليه اذا لم يوافق أهواءهم! هذا دأب أرباب الديانات في طور انحلالها واضمحلالها.
«روى البخاري عن عبد الله بن عمر ان اليهود جاءوا الى النبي صلى الله عليه وسلم برجل منهم وامرأة قد زنيا، فقال لهم: كيف تفعلون بمن زنى منكم؟ قالوا: نحمِّهما ونضربهما. فقال: لا تجدون في التوراة الرجم؟ فقالوا: لا نجد فيه شيئاً. قال لهم عبد الله بن سلام وكان من علمائهم وقد أسلم: كذبتم، فأتوا بالتوراة فاتلوها ان كنتم صادقين. فلما جاءوا بها وجدوا فيها آية الرجم، فأمر بهما النبي فرجما» فغضب جماعة من اليهود من ذلك، لأنهم يزعمون ان النار لن تمسّهم الا أياماً معدودات.
وقد دفعهم الى ذلك غرورهم بأنفسهم وتكبرهم، حتى لقد صدّقوا ما كانوا يفترون من الكذب على دينهم وما يحرّفون من كتبهم.
كيف سيكن حالهم اذا جمعناهم ليوم القيامة، وهو آتٍ لا ريب فيه، حيث توفّى كل نفس جزاء ما علمته من خير أو شر، وبالقسطاس المستقيم!! هناك العدل الكامل، ولا يظلم ربك أحداً.