افتتح بيننا: احكم بيننا الفاتحين: الحاكمين تورد هذه الآيات تتمةَ قصص شُيعب ففيها جوابُ الملأ الزعماءِ من قومِه عما أمرهم به: من عبادة الله وحده، وإيفاء الكيل والميزان، وعدم الفساد في الأرض.
وقد تَوَلَّى الردَّ عليه اشرافُ قومه وكبراؤهم كما هو الشأن في بحث كبريات المسائل ومهمّات الأمور.
قال أولئك الاشراف: قَسماً لَنُخرجّنك يا شعيب أنت ومن آمن معكم من بلادنا، لو ترجعُنَّ إلى ديننا الّذي هجرتموه. فردّ عليهم شعيب قلائلا: أنصيرُ في ملّتكم ونحن كارهون لها لفسادها؟ .
ثم بالغَ في قطع طمعهم من العود الى ملّتهم كما يطلبون، فقال: إننا نكون كاذبين مفترين على الله إنْ عُدنا الى ملتكم بعد أن هدانا الله. ولا ينبغي لنا ان نفعل ذلك بمحض اخيارنا ورغبتنا، الا أن يشاء الله ويههات ذلك! لأنه ربُّنا، عليم بمصلحتنا وخيرنا، ولن يشاء رجوعنا إلى باطلكم. لقد وَسِع كل شيء عِلما، ومن عِلمه أنَّهُ يهدينا الى ما يحفظ علينا إيماننا. لقد سلّمنا أمرنا اليه، وتوكّلنا عليه، وهو الذي سيحكم بيننا وبين قومنا وهو خير الحاكمين.