صراط مستقيم: طريق قويم من عقائد صحيحة وشرائع حقة. حق القول: ثبت القول. الأغلال: واحدها غُل بضم الغين، وهوما تشد به اليد الى العنق للتعذيب. قمح الغلُّ الأسير: ضاق على عنقه فاضطره الى رفع رأسه. فمعنى فقمحون: رفعوا رؤوسهم وغضوا ابصارهم من الذل. من بين ايديهم: من امامهم. فأغشيناهم: غطينا ابصارهم وجعلنا على اعينهم غشاوة. الذِكر: القرآن. ما قدّموا: ما عملوا من الأعمال. وآثارهم: ما أبقوه من الحسنات او السيئات. في امام مبين: في أصلٍ يؤتمّ به. . . .
يس: تُلفظ ياسين. من الحروف التي ابتدئت بها بعض السور، وتقدّم الكلامُ عليها، وقال بعضهم: معناها: يا إنسان، او الحكيم. وشاع عند الناس أنها اسم للرسول الكريم، وسمّوا بها. أقسم الله تعالى بالقرآن الكريم أنك أيها الرسول الكريم من المرسَلين الذين أرسلهم لهداية الناس الى دين قويم، وشرع مستقيمٍ من التوحيد ومكارم الأخلاق. وذلك لتنذِرَ قوماً لم يأتِهم نذير قبلك، فهم غافلون عما يجب عليهم وفي غفلة ساهون.
{لَقَدْ حَقَّ القول على أَكْثَرِهِمْ فَهُمْ لاَ يُؤمِنُونَ}
لقد وجب العقاب على أكثرِهم لعدم إيمانهم.
{إِنَّا جَعَلْنَا في أَعْناقِهِمْ أَغْلاَلاً. . . .} مرتفعة إلى أذقانِهم، ولذلك ترى رؤوسَهم مرتفعة مشدودةً الى الوراء، لا يستطيعون ان يطأطئوها. وجعلنا أمامهم سدّا ومن خلْفِهم سدّا فهم محبوسون في سِجن الجهالة، وغطينا على أعينِهم فهم لا يُبصرِرون. وإن إنذارَك لهم وعدَمه سوء، فهم لا يؤمنون.
انما تنذرُ من اتبع القرآنَ، وخشي الله في سريرته، فبشِّره بمغفرةٍ من الله وأجرٍ كريم.
{إِنَّا نَحْنُ نُحْيِي الموتى} ونسجل عليهم ما قدّموا من الأعمال الحسنة والسيئة.
{وَكُلَّ شيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ في إِمَامٍ مُّبِينٍ} في اللوح المحفوظ.