الند: المماثل جمعه انداد. السبب، وجمعه أسباب: أصل معناه الجبلُ ثم أصبح يطلق على كل ما يُتوصل به الى مقصد من المقاصد. الكرة: العودة. الحسرة: شدة الندم.
بعد ان بين الله تعالى ظواهر الكون الدالة على قدرة الخالق وعظمته يقول هنا: رغم هذه الدلائل الواضحة، والآيات البيّنات اتخذ بعض الناس ممن ضلت عقولهم أرباباً متعددة غير الله، وجعلوهم اندادا له يطيعونهم ويعبدونهم ويحبونهم كحب المؤمنين لله، وقد يكون هؤلاء الأرباب من ؤسائهم الذين يتبعونهم ويتعلقون بهم، وقد يكونون احجاراً أو أشجارا، أونجوما وكواكب، أو ملائكة وشياطين، أو حيوانات وهذا شرط عظيم.
والذين آمنوا أشد حباً لله من كل ما سواه. والتعبير هنا بالحب جميل فوق انه صادق. فالصلة بين المؤمن الحق وبين الله هي صلة الحب والانقياد التي لا تنقطع، فهو يلجأ الى الله دائما عد كل شدة أو نائبة.
ولو يشاهد الذين ظلموا أنفسهم بتدنيسها بالشرك ما سينالهم من العذاب يوم القيامة، يوم تكون القوة جميعها لله وحده؛ وانهم كانوا ضالين حين لجأوا الى سواه، ويتحققون من ان الله شديد العذاب لو يرون حين يتبرأ الرؤساء المتبوعين من الذين اتبعوهم، وحينَ تنقطع الأواصر والعلاقات وينشغل كل بنفسه، وتظهر حقيقة الالوهية وكذب القيادات الاخرى وضعفها وعجزها أمام تلك القدرة لندموا أشد الندم.
{وَقَالَ الذين اتبعوا. . .} وسيقول التابعون، عندما يتبين لهم أنهم كانوا مخدوعين، ليت لنا رجعة الى الدنيا حتى نتبع سبيل الحق، ونتبرأ من هؤلاء الضالين المضلين كما تبرأوامنا. عند ذلك تبدو لهم أعمالهم السيئة فتكون حسراتٍ عليهم وندامة، ما هم بخارجين من النار.
القراءات:
قرأ ابن عامر ونافع ويعقوب «ولو ترى الذين ظلموا» بالتاء، خطاباً للنبي صلى الله عليه وسلم. ولو ترى ذلك لرأيت امرا عظيماً. وقرأ ابن عامر «اذ يُرون العذاب» على البناء للمفعول. وقرأ يعقوب «ان القوة لله» بكسر همزة ان.