الى أي جهة توجهت في اسفارك يا محمد فاستقبل المسجد الحرام. هاذ هو الحق من ربك، فاحرص عليه انت وأمتك، فان الله ليس بغافل عن أعمالكم. وحيثما كنتم من أقطار الارض، مقيمين أو مسافرين، فصلُّوا متجهين الى المسجد الحرام.
وقد كرر سبحانه هذا الأمر ثلاث مرات تأكيدا لأهمية هذا الموضوع حتى تنقطع حجة أهل الكتاب والمشركين ومن تبعهم من المنافقين، الا الذين ظلموا منهم فلن ينقطع جدالهم وضلالهم. وسيظل اليهود يقولون: ما تحوّل الى الكعبة الا حباً لبلدة، ولو كان على حق للزم قبلة الأنبياء الذي قبله. ويقول المشركون: رجع الى قبلتنا وسيرجع الى ديننا. ويقول المنافقين: انه متردد مضطرب لا يثبت على قبلة. لا تبالوا بمثل هؤلاء، فان مطاعنهم لا تضركم، واخشوني ولا تخالوا امري. بذلك أتم نعمتي عليكم بأعطائكم قبلة مستقبلة لكم، لعلكم تهتدون.