للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الابتلاء: الاختبار والامتحان.

المصيبة: كال ما يؤذي الانسان في نفسه أو ماله أو أهله. الصلاة من الله للفرد: التعظيم للانسان اعلاء منزلته. والرحمة منه: اللطف بما يكون من حسن العزاء.

هذا إخبار من الله تعالى للمسلمين انه مبتليهم بشدائد من الأمور ليُعلم من يتّبع الرسول مما ينقلب على عقبيه، وسيمتحنهم بشيء من الخوف من العدو، والجوع من القحط لختبرهم أيضاً. يومئذ تنقص أموالكم، وتكون حروب بينكم وبين الكفار، وتقع جدوب تنقص فيها ثماركم، ويومئذ يتبين الصادقون منكم في ايمانهم، من الكاذبين فيه، ويُعرف أهل البصائر في دينهم منكم من أهل النفاق فيه. ولن يعصمكم في هذا الامتحان القاسي الا الصبر. ولذلك بشّر يا محمد الصابرين على امتحاني، والحافظين أنفسهم عن الإقدام على مخالفة أوامري، والذي يؤدون فرائضي مع ابتلائي اياهم والذين اذا نزل بهم ما يؤلمهم يؤمنون بان الخير والشر من الله، وان الأمر كله لله فيقولون: إنا مقرّون لله بالعبودية والملك، واليه راجعون مقرّبون بالفناء والبعث من القبور. فليس لنا من أمرنا شيء وانما له الشكر على العطاء وعلينا الصبر عند البلاء. أولئك لهم من ربهم مغفرة ورحمة، يجدون أثرها في برد قلوبهم عند نزول المصيبة.

هذه تربية ربانية عالية للمسلمين، ليعدّهم لأمر عظيم، وذلك الامر هو نشر دينه القويم، ودعوته السماوية التي أخرجت الناس من الظلمات الى النور. وقد قاموا بحقها ووفوها بعز وإيمان. لقد أدوها يومذاك خير أداء، وهو ما يُطلب منا اليوم: ان نأخذ بهذه الآداب الربانية ونلتف حول القرآن الكريم لنستعيد مجدنا وكرامتنا، ونستحق الحياة في هذا الكون، ونكون من المهتدين.

<<  <  ج: ص:  >  >>