قولا سديدا: قول الحق والصدق. عرضنا الأمانة: عرضنا التكاليف. أشفقن منها: خفن منها. حَمَلها الانسان: كان مستعدا لها. ظلوما: جهولا، كثير الجهل.
لقد امر الله المؤمنين في ختام هذه السورة ان يصدُقوا في قولهم ويتقوا الله في عملهم وبذلك تصلح اعمالهم، ويغفر الله لهم ذنوبهم، ويبين لهم ان من يطع الله ورسوله فسوف يفوز فوزا عظيما.
ثم ختم السورة بتعظيم امر الأمانة، وضخامة تبعتها، وما فيها من تكاليف شاقة وان السماوات والأرض والجبال اشفقن منها، وان هذا الانسان الضعيف حملها وكان مستعداً لها وقام بأعبائها، انه كان شديد الظلم لنفسه، جهولا بما يطيق حمله، وهو على ما هو عليه من الضعف وضغط الشهوات والميول والنزعات وقلة العلم، وقصر العمر.
ثم بين عاقبة تلك الامانة وما فيها من تكاليف فقال:
{لِّيُعَذِّبَ الله المنافقين}
وكان عاقبة حمل الانسان لهذه الامانة ان يعذِّب الله من خانها وأبى الطاعة والانقياد لها، ويقبل توبة المؤمنين والمؤمنات، والله كثير المغفرة واسع الرحمة.