بعد ان بين الله احوال اهل الجنة وأهل النار وأهل الاعراف وما دار بينهم من حوار، عقَّب بذِكر حال القرآن الكرين، وأنه حجةُ الله على البشر كافة، أزاح عِلل الكفار وأبطل معاذيرهم. ثم أردف تعالى بذِكر حال المكذبين وما يكونم منهم يوم القيامة من الندم والحسرة وتمنّي العودة الى الدنيا ليعملوا غير الذي كانوا يعلمون. لكن، هيات. . لقد فات الأوان وطُويت حياة العمل.
لقد جئناهم بكتابٍ كامل البيان هو القرآن فصّلنا آياتِه تفصيلاً على علم منّا، فيه أدلّةُ التوحيد وآياتُ الله في الكون، وما يحتاج اليه المكلَّفون من العلم والعمل وفيه بيان الطريق المستقيم.
{هَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ تَأْوِيلَهُ} هل ينتظرون إلا عاقبةَ ما وُعدوا به على أَلسنة الرسُل من الثواب والعقاب؟ ليس أمامهم شيء ينتظرونه إلا وقوعَ تأويله من امر الغيب لاذي يقع في المستقبل، في الدنيا ثم في الآخرة.
ويوم يأتي هذا المَآل، وهو يوم القيامة، وينكشف كل شيء - يقول الذين تركوا اوامره وبياناته، معترفين بذنوبهم: قد جاءنا الرسُل من عند ربِّنا داعيِين إلى الحق الذي أُرسلوا به، فكفرنا بهم.
ثم ذكر الله حالهم في ذلك اليوم العصيب، وتلهُّفَهم على النجاة. فقال: