قص: اخبر الوزن: هنا نتيجة الحساب توزن الاعمال بميزان دقيق. ثقلت موازّينه. كانت اعماله صالحة خفت موازينه: كانت اعماله سيئة بآياتنا يظلمون: يكذبون.
بعد ان أمر الله الرسُلَ في الآية السابقة بالتبليغ، وأمر الأمم بالقبول والاتّباع، ثم ذكّرهم بعذاب الأمم التي عاندت وعصت الرسُل السابقين- ذكر هنا ان الحساب يوم القيامة دقيق وعادل، حيث يُسأل كل انسان عن عمله ويحاسب عليه. يومئذٍ يُسأل الناسُ: هل بَلَغَتهم الرسالة؟ وبماذا اجابوا المرسلين؟ ولنسأل الرسل ايضا: هل بلَّغتم ما أُنزل اليكم؟ وبماذا اجابكم اقوامكم؟
ولَنخبرنّ الجميع أخباراً صادقة بجميع ما كان منهم، لأننا أحصينا عليكم كل شيء. إننا لم نكُ غائبين عنهم في وقتٍ من الأوقات ولا حالٍ من الاحوال، وسيكون السؤال ههنا للإعلام والإخبار، توبيخاً لهم وتأنيباً على رؤوس الاشهاد.
روى الترمذي عن أبي الأسلمي عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال:«لا تزولُ قدما عبدٍ حتى يُسألَ عن عُمُره فِيمَ أفناه، وعن عِلمه فيم عمِل به، وعن مالِه من اين اكتسبَه وفيم انقه، وعن جمسه فيم أبلاه»{والوزن يَوْمَئِذٍ الحق. . .} وفي ذلك اليوم يكون تقدي الأعمال تقديرا عادلا، ليأخذ كلُّ واحداٍ ما يستحقه من ثواب وعقاب فالذين كثُرت حسناتُهم ورجَحَتْ على سيئاتهم همُ الفائزون بالنجارة من العذاب، والحائزون للنعيم في دار الثواب. أما الذين كثُرت سيئاتهم ورجحت على حسناتهم فهم الخاسِرون، لأنهم باعوا أنفسَهم للشيطان.
ونحن لا نعلم كيفية وزن الحسنات والسيئات واذا كان العلم الحديث قد صنع موازين للحر والبرد واتجاه الريح والامطار وخزن المعلومات في الكمبيوتر وغير ذلك فان الله تعالى لا يعجز عن وزن الحسنات والسيئات وهو القادر على كل شيء.